أن الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب الاردني بعد التخرج والرحلة المضنية للبحث عن عمل في ظل استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر بات له الكثير من الاثار السلبية المحبطة للشباب اليافع، وكثيرما يصاب حديثي التخرج بالخذلان وتبدأ الاحلام والامال بالتقلص نتيجة اخفاقهم في تحقيق فرص عمل برواتب مجزية أو حتى مرضية. وبالتالي لابد من البحث عن طرق لحل مشاكل الفقر والبطالة ومساعدة الشباب على دخول سوق العمل بالسرعة الممكنة وبالذات في ظل التقدُّم التقني الذي بات يفتح لشباب العديد من الفرص والأفاق الجديدة.
لقد ساعدت التكنولوجيا في ابراز نماذج عمل جديدة واظهرت العديد من المبادارات الشبابية كما ساهمت في مساعدة الشباب على ريادة الاعمال بدلاً من التيه وانتظار الوظيفة التي قد لا تكون الفرص متاحة لتوفيرها مع ازدياد اعداد الخريجين من الجامعات.
أن نماذج ريادة الاعمال باتت متاحة من خلال منصات التمويل الجماعي المختلفة التي تمكين اصحاب الافكار الابتكارية والابداعية من الدخول الى سوق الاعمال بمشاريعهم الخاصة التي تسهم في إبراز مشاريع جديدة أو تطوير مشاريع قائمة، أو إنشاء أعمال جديدة أو الأستجابة لفرص جديدة. وتعنى ايضاً ريادة الأعمال بمبادرات إنشاء المشاريع الخاصة ذات الأفكار المختلفة بهدف الرقي بها نحو القمة وتوفير المصادر وتنظيم الموارد اللازمة أخذين كلا من المخاطر والعوائد المرتبطة بالمشاريع في الحسبان
من أهم مؤسسات دعم ريادة الاعمال للشباب في الاردن مركز الملكة رانيه العبد الله لريادة الذي يعتبر مؤسسة غير ربحية،تم أنشاءه في تشرين الأول لعام 2004. وتتمثل مهمته على تنمية الريادة وتسويق التكنولوجيا، ويخدم تحديداً طلبة الجامعات والباحثين والمخترعين وأصحاب المبادرة الشخصية من أجل تعزيز وبناء القدرات الشخصية، وتطوير الروح الابتكارية الريادية لدى المستفدين وذلك من خلال برامج معدة لهذا الغرض، كما يقدم المركز الاستشارات والنصح والإرشاد لمن يمتلكون الافكار الريادية.
ولقد تبنت المفهوم واطلاق مبادرات ريادة الاعمال العديد من المؤسسات والشركات الكبيرة في العالم كما في داخل الاردن فشركت زين أسست في تشرين الأول 2013 وحدة متخصصة في ريادة الاعمال ضمن أقسام الشركة، لتصبح بذلك أول شركة على مستوى المملكة يضم هيكلها التنظيمي قسما تسند اليه مهام دعم و تطوير المشاريع الناشئة المقدمة من قبل الرواد من الشباب ويتولى القسم الجديد مهام مساندة الشباب الأردني في جميع محافظات المملكة لتحقيق طموحاتهم من خلال احتضان أفكارهم وابداعاتهم وتحويلها الى مشاريع نموذجية ناجحة تعود بالنفع على أصحابها وعلى المجتمع على حد سواء. كما يعمل قسم ريادة الاعمال على تأسيس حاضنات أعمال ستكون عاملا مساعدا للأخذ بيد المبدعين من الشباب الأردني، والعمل على ترجمة أفكارهم على أرض الواقع وتنميتها إلى ان تصبح الفكرة مشروعا منتجا قادرا على توظيف العمال واستقطاب الكفاءات والإستمرار في العمل بالسوق. وقد تولت المؤسسة الأردنية للتطوير المشاريع الإقتصادية أطلاق مبادرة المجتمعات الريادية في الاردن من خلال قسم مسؤولية ريادة للأعمال.
من هنا نجد أن الفرص متوفرة وداعمين الابداع الشبابي الاردني متوفرين وما على الشباب الا العمل على زيادة قدراتهم الحاسوبية وتنمية مواهبهم الابداعية والاصرار على تحويلها الى نماذج عمل حقيقة وأقناع الاخرين بها لتبني عملية اخراجها الى حيز الصناعة والاستثمار وليصبحوا من رواد الاعمال والابداع الاردني.
a_altaher68@hotmail.com