تشرفت قبل اربعة ايام بلقاء الشيخة صفية السهيل على وليمة افطار عروبية لا برتوكولية اقامها ابن دوحة الخير وسفير قطر الشيخ بندر العطية..
قمت بتحية السفيرة السهيل لمدة خمس دقائق اختصرت تاريخ العراق ومآسي العراق واقول دموعك الخجلة يا ابنة التاريخ كانت دجلة بخيراته واقول لكل متربص ما قاله عالم الاجتماع العراقي قبل سبعين عاما هؤلاء طائفيون بلا دين.
ولتسقط كل العواصم لكن لن تسقط يا سادة بغداد (عراق العرب تفديك ارواحنا حين لا تكفي الدماء) وامعتصماه هل يعيدها التاريخ ويرددها الخطباء (من لها غير ابي الحسين ملبيا ابغيره يعود الكبرياء)
صفية سهيل أو على الأحرى صفية العروبة .. ابنة العراق وسليلة بابل الحضارة.. كيف لا وهي ابنة الشيخ المغفور له.. طالب السهيل التميمي الذي كان للعراق أبا حنونا وابنا بارا وخنجرا في خاصرة أعداء الأمة. هذا الشيخ الذي كلما سمعت باسمه أو قرأت عنه أقول في نفسي "لا يبكي على الفروسية إلا الشيوخ ".
هذا العروبي الأصيل الذي قضى ونسأله عند الله شهيدا عام 1994 على أيادي عملاء الاستعمار الذين يتشدقون بالعروبة أمام الشعب .. و من خلف الكواليس يتقاضون البقشيش من ساداتهم.. حين قتل .. يترائى لي أنه قال لعدوه بيت شعر للجواهري:
"سل مضجعيك يا ابن الزنا * أأنت العراقي أم أنا "
هذا الأبي الجليل كانت تجمعه علاقة أخوية وضاربة الجذور مع الأردنيين الذين أحبوه وأحبهم .. وأيضاً كان له مع الحسين الباني علاقة لا أقوى على وصفها بأي شكل من الأشكال.. فالرجال هم والتاريخ يقف عندهم ..لاقد ظن الذين مكروا أنّ طالب السهيل بموته انتهى و انتهت نضالاته..!! وهل ينطفئ نور سهيل النجم برصاصة غادرة..!! هيهات أن يكون كذلك .. فالنجم لا يعقب إلا النور .. فكان النور ابنته صفية .. التي سارت على نهج والدها الذي زرع فيها قيم العروبة التي غدت في زمننا هذا " غريبة " !
صفية السهيل أو صفية النجم هكذا هي .. أو هكذا نراها نحن الأردنيين. .
لا زالت الشيخة صفية سهيل سائرة على الدرب التي رسمها والدها لنفسه وللأحرار أمثالها فعلاقتها بالعروبة كالروح بالنسبة للجسد .. وعلاقتها بالأردن لا زالت كما كانت علاقة والدها المغفور له علاقة كبرياء و شموخ .. فحين يجتمع نخيل العراق مع قلعة عجلون يقف التاريخ لحظة صمت احتراماً لهما فهي ترى الأردن شقيق العراق الأحب له ولا تراه كسفيرة وتتعامل معه في إطار العمل ..وإنه لمحط فخر لنا نحن الأردنيين أن تجتمع القومية مع الحنكة السياسية في أردننا الحبيب ..
ومسك الختام ايا صفية العروبة يا ابنة العرب وسليلة بابل الحضارة ولا عز للعرب دون تميم كما قالت ليلى الاخيلية
واخيرا اردد معك في زمن الجهل المقدس ما قالته الشيخة سعاد الصباح التي قتلتها خناجر العروبة ذات صباح
(واخيرا تتشابه كالرز الصيني ، تواضع القتلة؛ مقتولا يبكي مقتولا، جمجمة تريني جمجمته وحذاء يدفن قرب حذاء ، لا احد يعرف شيئا عن قبر الحلاج فنصف القتلى في تاريخ الفكر بلا اسماء).
و لا يسعني في النهاية إلا أن أضع نفسي بين يدي الله عز وجل داعياً اياه بالتوفيق لها و الرحمة لوالدها العربي التميمي الأصيل ..
د. هاني اخو ارشيدة الخزعلي - جامعة آل البيت