ما حدث في ذيبان لا ينبغي أن يكون مفاجأة، فالوضع الحالي للبطالة في الأردن وصل الى مرحلة خطيرة لايمكن السكوت عنها، أن ظاهرة البطالة والإحباط والتهميش لجيل الشباب الذي يتطلع للتغيير هو جيل يشكل أخطر ما يمكن أن يواجهه أي مجتمع أو دولة عندما يصاب بالاحباط والكبت.
الدرس مما حدث في ذيبان، لا يصح التقليل من شأنه، كما لا يمكن تجاوز ما حدث بدون تعلم الدرس، علينا الاعتراف بوجود ازمة بطالة خطيرة بين الشباب الاردني وعلى المسؤولين إدراك خطورتها لتجنب أي انزلاق إلى المجهول، تعليمات الحكومة لقوات الدرك بهدم خيمة اقامها معتصمون عاطلون عن العمل هي خطوة غير صحيحة في توقيتها بالنظر إلى التحديات التي تواجه الوطن في مرحلة يترصد فيها الحاقدون والتكفيريون بنا من كل حدب وصوب، الحكمة والتريث وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار للتعامل والتعاطي في شؤوننا الداخلية هي واجب لا يصح التفريط فيه من قبل اى مسؤول حكومي.
الى كل شباب ذيبان واﻷردن العاطلين عن العمل، هناك مؤامرة دنيئة تحاك ضد الأردن، نطالبكم أن تفوتوا الفرصة على كل من تسول له نفسه استغلال مطالبكم، لنقف معا ضد أعداءنا من أصحاب الأيادي الخبيثة الذين يتربصون بنا، مطالبكم هي معضلة استفحلت في كل ارجاء الوطن نتيجة غياب استراتيجيات بناء التنمية وضعف العلاقة بين النمو الاقتصادي وايجاد فرص عمل للعاطلين غير مدركين لحجمها في توليد اﻷزمات.
الحكومة تحتاج ان تعمل بجدية وليس باطلاق التصريحات والشعارات فقط في كل ملفات التنمية والاستثمار لبناء منظومة جديدة للعدالة الاجتماعية، والمواجهة الشاملة والحاسمة للفساد والمفسدين، وتصحيح مواطن الخلل فى السياسات والممارسات الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تلبية احتياجات الشباب العاطلين عن العمل وإنهاء المظالم الاجتماعية.
ضرورة معالجة مشكلة البطالة والاعتراف بالفشل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والحد من الاقتراض الحكومي، وخلق بئية ملائمة للاستثمار، لا نريد أن نستغرق في التحليل الاقتصادي للبطالة ووسائل القضاء عليها، بل نريد أن نتوقف عند آثارها والأخطار الاجتماعية من زعزعة الانتماء للوطن والولاء للدولة، و البطالة هي تربة خصبة للتطرف والأفكار الهدامة، ما نشاهده اليوم من مظاهر التطرف لهو دليل قاطع بأن أغلب من وصل إلى مرحلة التطرف من الشباب، هو من عانى من الفراغ وكان الانصراف إلى التطرّف كمخرجٍ له من الأزمة النفسية التي يعيشها، اللافت أن كل الصحف والكتاب والاقتصاديين لطالما نبهت لتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، فهل آن الأوان بعد احداث ذيبان أن تسمع الحكومة اليهم أم أنها ستلجأ فقط إلى القبضة الحديدية الامنية التي اثبتت فشلها.