ما يدفعني إلى أن أتوجه بالكتابة إليكم، محبتي لكم، وقربي منكم،ومعرفتي بوطنيتكم الغيورة الصادقة،فقد خبرت فيكم- وأنتم اﻷهل والعزوة والسند-اﻹخﻻص لثرى وطننا الطهور ؛ فنرى فيكم مصدر فخر اﻷمة وقرة عين القائد.
فأنتم من بشرنا بكم رسولنا الهاشمي محمد بن عبد الله -صلوات الله عليه وسلم-بأن نصر اﻷمة بالشباب؛فأنتم تقفون اليوم على ثغرة من ثغور اﻹسﻻم ،فﻻ يؤتين من قبلكم مندس أو حقود او غادر. فالمتربصون شرا باﻷردن ينتظرون الفرصة ﻹلحاق أشد اﻷذى بنا:دولة؛ومؤسسات؛ونسيجا وطنيا؛ما يتطلب منكم تفويت الفرصة على هؤﻻء جميعا وعلى كل من تسول له نفسه العبث بعزة هذا الوطن .
أعلم أن مطالبكم في توفير لقمة العيش الكريم،وتكافؤ الفرص، هي مطالب محقةونقر معكم أن البطالة هي معضلة ؛ينبغي وضع الحلول السريعة لها ؛ وليس من الحكمة والصواب تأجيلها؛ وعدم تقدير حجمها؛ فهي أم اﻷزمات المجتمعية ،وأساسها. لكن البطالة ﻻ تنهش في أجساد أهلنا في ذيبان وحدهم؛ بل أذرعها ممتدة لتشمل سائر قرى اﻷردن وبواديه ومخيماته.
استفحلت وتغلغت نتيجة غياب استراتيجيات بناءة لمعالجتها .وغير المدركة لحجمها في توليد اﻷزمات.
اعلم ان الدولة قد غيبت الحلول لها؛فلم تقم مشروعاتها التنموية بعدالة وشفافية،تحقق تكافؤ الفرص بين المناطق،وتوفر أسباب العيش الكريم ﻷبناء الوطن. لكن هذه الدولة _بأجهزتها اﻷمنية وجيشها المصطفوي ودركها وامنها العام ومخابراتها- هي دولة اﻷردنيين جميعا، وهي أجهزة وطنية بذل الغالي والنفيس لتكون سياج هذا الوطن ودرعه الحصين . فأبناؤها هم أبناء ذيبان ومادبا والكرك والسلط والطفيلة ومعان والعقبه وإربد وعجلون وجرش والمفرق والزرقاء وعمان والباديةوسائر مواقع اﻷردن. وهيبتها من هيبة اﻷردن . فﻻ نختلف على أن سﻻمة اﻷردن وامنه هي من اﻷبجديات الوطنية التي نرفص جميعا ان تمس بسوء.
اهيب بأبنائي وأخوتي شباب ذيبان وشباب اﻷردن ،أن نحتكم إلى العقل ،وان نغلب العام على الخاص؛وأن تكون المطالب المشروعة ضمن القوانين المرعية؛ وان نفوت الفرصة عل كل من تسول له نفسه استغﻻل هذه المطالب لغايات نفعية وشخصية. فالوطن يسمو فوق الجميع.
ونشد على يد كل المخلصين من أبناء الوطن الذين يبذلون جهدا وطنيا لمعالجة هذه القضية بروح المسؤولية الصادقة واﻻنتماء الوطني. ونتمنى ان تكون هناك لجنة دائمة للحوار بين اﻷهل في ذيبان والحكومة لنقل مطالبهم المشروعة ،وليس بالضرورة أن تقتصر على مطالب وظيفية ؛ بل تشمل المطالبة بمشاريع تنموية تنهض باللواء كامﻻ ؛وان تنشأ صناديق للعمل والتشغيل.
حفظ الله اﻷردن عزيزا آمنا مستقرا؛ تحرسه عين الباري بعنايتها؛ وتظلله قيادتنا الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها سيدي صاحب الجﻻلة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ،حفظه الله ورعاه.