ذيبان والوطن : لا ضرر ولا ضرار
د.مروان الشمري
25-06-2016 11:30 AM
جاحد وجاهل من ينكر وطنية هذا الثغر الأردني الأشم واهله وظالم من يحاول ان يستغل حدثا اعتياديا تمثل في اعتصام سلمي نفذه شباب متعطلون عن العمل للمطالبة بتوفير ما تيسر من وظائف تكون عونا لهم لمساعدة أنفسهم وأهليهم ووطنهم ايضا.
جاحد من يحاول شيطنة هذه المدينة الشامخة العزيزة باهلها الطيبين النشامى والذين قدموا لهذا الوطن الكثير على طريق العزة والكرامة وظالم من حاول او يحاول سلب أبناء هذه المنطقة حقا طبيعيا لهم في العتب على الدولة ولكن في الوقت نفسه فان المتسلقين والمتربصين كثر وخصوصا في أوقات الشدة والازمات حيث يكثر عدد الطفيليين ومن يحاولون ركوب الموجة والتصيد في الماء العكر واستغلال الأحداث ومحاولة حرفها عن منهج السلمية والمدنية والحضارية.
بحسب المعلومات فان خيمة شباب ذيبان كانت قائمة منذ فترة ليست بالقصيرة وهنا العتب كل العتب على المسؤولين الذين لم يفكر أحدهم بالنزول من فقاعة نرجسيته ليقف على مطالب الشباب ويحاول ان يخلق عندهم شعورا إيجابيا بان أمنا وهي الدولة ممثلة بأجهزتها الحكومية تهتم لأمْرهم وستعمل جاهدة على الخروج بحل لمشكلتهم ولا اظنها تستعصي على الحكومة فهنالك مشكلات اكبر قد وجدت حكوماتنا لها الف توليفة وتوليفة وقد حلت بين عشية وضحاها. هنا يأخذني ايضا الحديث الى أؤلئك المتربصين الذين لا يتركون مناسبة الا ويحاولون ركوب موجتها لتجييش الناس ضد الدولة دون ان يراعوا ضميرا ولا ذمة في هذا الوطن الذي يمر بظروف بالغة الحساسية. انا متاكد تماما من ان كل أهل ذيبان مستعدون لفداء الوطن والقائد والجيش واجهزة الأمن بارواحهم كما هو عهد كل الأردنيين وهذا ليس بغريب عليهم، ومتأكد كذلك ان زمرة قليلة وقد يكون بعضها من خارج ذيبان هي من دخلت على موجة الاحتجاج السلمي وحاولت صبغه بأسلوب العنف وإطلاق النار على ابنائنا البواسل في قوات الدرك وهم يقومون بواجبهم في توفير الأمن والطمأنينة لابناء ذيبان بما فيهم المعتصمين. اعتقد ايضا ان أهل ذيبان رفضوا ويرفضون ان تكون مدينتهم الطيبة بتاريخها المشرف منطلقا لفتنة او فوضى لا يريدها اي اردني حر طاهر شريف محب لوطنه، ولذا اعتقد انهم لن يعطوا الفرصة لأي كان بان يجعل من ذيبان مكانا لتحقيق مصالح فئوية لبعض مرضى النفوس والذين يتربصون بهذا الوطن وأمنه.
أبناء ذيبان هم أبناء الوطن كما هم أبناء الدرك والجيش والأمن والمخابرات وهم اصحاب الوطن وهم عموده الفقري وهم مستقبل هذا البلد الطيب ولذا فان صوت الحكمة والعقل هو ما نحتاج في هذه المرحلة التي تتطلب اعلاما حريصا دقيقا مهنيا غير مسيس ولا متحين للفرص على حساب الاستقرار وما نحتاجه ايضا مسؤول لا يفكر في بدلته الرسمية ولا صفته الاعتبارية وإنما يفكر في مصلحتنا الوطنية العليا والأمن الوطني للبلاد ، نحتاج أهل الحل والعقد الحكماء الذين لا يجعلون من الوطن وشبابه اداة لتنفيذ أجنداتهم ونحتاج مسؤولا يقابلهم لا تاخذه العزة بالاثم . فكروا بعقولكم واجعلوا بوصلة الوطن بمجموعه هي بوصلتكم وهم الوطن هو همكم ومصلحته العليا فوق اي اعتبار. ذيبان لا تحتاج للمزاودين ولا بائعوا الوطنيات الزائفة ولا تجار الكلمات والاجتماعات والمقالات ، ذيبان قدمت للوطن قبل الكثيرين وهي جزء من نسيجه الذي لن تفتته اي مؤامرة وأي محاولة يائسة للتجييش او للاستغلال السياسي المكسبي والانتهازي الدنيء، ذيبان وطنية دون الحاجة لشهادات المستوزرين او اتهامات الظالمين او مناشدات المنافقين والجاحدين، فهي ارض الذيبانيين والاردنيين الذين عاهدوا الله ان يذودوا عن هذا الوطن ضد كيد المائتين ومكر الماكرين.
فلنتق الله جميعا مواطنين ومسؤولين ولتكن ذيبان منطلقا لنهضة وطنية بدلا من شيطنة الحدث فيها ولتكن ذيبان مرتكزا لعمل وطني جامع شامل نراجع فيه كل من موقعه مسيرتنا فنقوم مسلكنا ونصحح أخطاءنا ونقوي بلدنا ونستثمر الايجابيات ونعمل جاهدين مخلصين على ازالة السلبيات ومعوقات البناء. الوطن أغلى منا جميعا ولنا جميعا فيه الملجأ والملاذ والحفاظ عليه وصون ترابه مسؤولية تاريخية ستحاسبنا عليها الأجيال من بعدنا، محاسبة الفاسدين ومساءلتهم ومكاشفة الرأي العام بكل المسائل التي تهم المواطنين وتمس حياتهم بشكل مباشر او غير مباشر هو نهج ضروري وعلى إعلام الدولة ان يكون شفافا موضوعيا بعيدا عن التهويل ولكنه قريب من الحقيقة، ايها الاردنيون : كونوا للوطن حافظين للعهد راعين وللامانة صائنين فكلنا راع وكلنا مسؤول امام الله والشعب وسيكتب عنا الأحفاد يوما بانا اما تنازلنا للوطن وأما تناحرنا فاضرينا بوطننا وشعبنا. تذكروا ايها الاردنيون ان جيشكم واجهزة أمنكم هم اكثر من ضحى في سبيل رفعتكم منذ ثورة العرب الكبرى وحتى يومكم هذا، تذكروا انهم يلفون بأجسادهم حدود الوطن لتبقى بيوت الوطن وسكانها آمنين مطمئنين. تذكروا وتفكروا يا رعاكم الله ولمسؤولينا نقول فرقوا بين المطالَب بحقه والملتزم بحدود القانون وبين راكبي الموجات ومستغليها ولا تظلموا احدا وتذكروا أن خير الأمور أوسطها وان لا ضرر ولا ضرار صالحة لكل زمان ومكان
حفظ الله شعبنا ووطننا وقائدنا المفدى
حفظ الله جيشنا واجهزة امننا ووفقهم وسدد رميهم
والله من وراء القصد