الأردنيُّ "القُح". الأردنيُّ الأردنيُّ، ويستوي في ذلك التأنيثُ والتذكيرُ، شاءت لهم العصبيّاتُ والشوفينيّاتُ كلَّ هذا الالتباس. واقتضى الفرزُ تشنُّجاتٍ وأمراضاً، على نحوٍ أشدّ سوءاً من لوائحِ وزارة الداخلية، وبطاقاتِ الجُسور، وَمِنْ غضبِ الفرزِ القبيح، بعدَ كلِّ مباراةِ بين الفيصلي والوحدات، وأيضاً، بعد كلِّ إرهابٍ، يتعرَّضُ له أبناؤنا، إِنْ قريباً من مُخيَّمٍ، وَإِنْ على حدودٍ، تجورُ عليها هذه الجغرافية، ولا تُقنعُ أحداً بدروبِ الآلام، ونكباتِ المصائر.
الأردنيُّ. الأردنيّةُ. الهويةُ باتت قشرةً على حافة سكينٍ، تُدمي كلَّ الأصولِ. مَنْ يشكُّ بالأصول، لا يمتلكُ يقيناً بالحاضرِ والمستقبل. مَنْ يُرِيدُ هذه البلادَ عابرةً ورخوة، لَنْ يقوى على التماسكِ أمامَ سؤال طفلهِ وطفلتهِ في المدرسة: مَنْ نحنُ. مَنْ يُريدها له لوحده، عَلَيْهِ أنْ يشرحَ للبناتِ والأولادِ، لماذا قضى صالح الشويعر في نابلس، وهَلْ سألتْ اسرائيلُ عن أصولِ منصور كريشان، وفراس العجلوني، وجريس الهلسة. ثمَّ هل تذكّر "داعشُ" من أيِّ قرى الأردن تحدَّرَ معاذ الكساسبة.
الأردنيُّ القحُّ، كما لا يرى "الليكودُ" بيننا، هو كلُّ من يحملُ/ تحملُ جوازُ سفرٍ، ورقماً وطنياً. وكلُّ من لديه/لديها جوازا مؤقتا، بدونِ رقم وطنيّ، مع إقامةٍ تزيدُ عن خمس سنوات. أولويةُ الجنسية في هذا الصدد، لمن يدفعُ الضرائبَ، ويشتركُ في الضمانِ الاجتماعي.
والأردنيُّ الأردنيُّ. والأردنيةُ الأردنيةُ هو وهي مَنْ كانت أمه أردنية، ذَلِكَ لنكونَ بشراً متحضّرين، ومنتمين للمكان، لا نُسألُ عن البلدةِ الأصلية، وبمقدور كلٍّ منا، دُونَ استثناء، أنْ يكونَ موظفاً في القطاع الخاص، أو جندياً في الجيش والأمن، فنحنُ ندافعُ عن مصالحنا وبيوتنا، وعن دولة مدنية، لا تعترفُ بغير المواطنة، فالعدوُّ لن يسألَ عن المقاطعِ الأخيرةِ من أسمائنا، ولا عن بيوتنا. ليسَ للبيوت هوية وملامح ومنابت.
الأردنيُّ القحُّ هو ابن القبيلةِ الموجودةِ على الضفة الشرقية، قبل العام 1920، وبعده. وهو ابن الضفة الغربية المحتلة، وابن غزة، وابن الشام، وابن العراق، ولا يُستثنى التأنيثُ، ومن القُبحِ أنْ يُستثنى التأنيثُ، عندما يتعلّقُ الأمرُ بأبناء، وبنات الأردنيات.
كلنا أردنيون وأردنيات. كلنا مواطنون ومواطنات. وهويتكَ هي أنتَ، فابحثْ لها عن وصفٍ ومعنى وروح، أو اعتبرها قطعةَ بلاستيكٍ في محفظتك. إِنْ شئتَ إرمها في سلّة المهملات..