صحا الأردنيون في فجر ثان من صباحات رمضان على أيدي الغدر تغتال كوكبة من جنوده الذين قضوا أكثر من 5 سنوات يقدمون المساعدة للاجئين السوريين المروعين في ديارهم، وقد لجأوا إلى الأردن بحثا عن الأمان.
شهداؤنا صدقوا ما وعدوا الله عليه، فصعدوا إلى جنات الخلد مكللين بدعاء الأردنيين جميعا أن يتقبلهم الله تعالى؛ كيف لا وهم إحدى العينين اللتين لا تمسهما النار، وقد باتت تحرس الوطن، وتغيث الملهوف ...
هناك سوريون كثر يشاركوننا الدعاء لهم بالرحمة، ويلهجون بالدعاء لأهلهم بالصبر والسلوان وهم يتذكرون أياديهم البيضاء التي أغاثتهم، وحملت أطفالهم، وساعدت كبار السن منهم، فهم ما فتئوا يؤمنونهم من خوف، ويدثرونهم من برد، وهذا هو ديدن الأردنيين في كل أزمات أشقائهم.
لاقت القرارات السيادية التي أعلنت عنها الدولة الأردنية ارتياحا كبيرا لدى كثير من الأردنيين وقد طالبوا بها من قبل، ورأوها ضرورية لحماية أمن حدود الوطن الممتدة على طول الجبهات الملتهبة مع العراق وسوريا.
إغلاق الحدود الأردنية مع سوريا والعراق واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، ومن ثم إغلاق حدود الأردن أمام اللاجئين لا يتعارض مع الدور الأردن العروبي والإنساني، بل إن ما قدمه الأردن في هذا المجال هو فوق إمكانيته، وتحمل شعبه، وعلى الأشقاء الآخرين تحمل دورهم من هذه الحرب الهوجاء، ونحن بحاجة إلى وقفة حقيقية مع الأردن أكبر من الاستنكار والحزن والتعاطف في ظل كل ما يتعرض له من ضغوط اجتماعية وإرهابية باتت تهدد أمنه وشعبه، فالحمل الذي يتوزع على الجميع يسهل حمله.
الذي حدث في المدة الـأخيرة، يوضح أن عمليات التنظيم بدأت تغزو الاردن، وهذا يعني أننا بتنا أمام مخاوف حقيقية تأتينا من الخارج إضافة للخطر الكامن في الداخل، فالمعركة مع التنظيمات الإرهابية أصبحت جدية أكثر من أي وقت مضى؛ وما يتعرض له داعش داخل سوريا والعراق؛ سيجعله لا محالة يتمدد خارجهما، يسانده في ذلك كل من يطمح بنقل الفوضى إلى الأردن، وهذا يلقي عبئا كبيرا على الأردنيين جميعا جيشا وشعبا وحكومة وهو ما يحتاج إلى تضافر الجميع ويقظتهم.
رحم الله شهداء الركبان وأسكنهم الفسيح من جنانه، وأشفى الجرحى والمصابين، وثبّت أبناءنا المرابطين على حدود الوطن، الحامين لأمنه، وكذلك الحامين لأمن الداخل، وهدى الله المتصارعين والمتناحرين عند المخابز والمتاجر، أملا بحفظ جهودهم وطلقات سلاحهم للدفاع عن الأردن.