الدكتوراة للقرعان عن أطروحة حول الاعلام الرسمي والوعي السياسي
23-06-2016 01:46 PM
عاد الزميل الصحفي الدكتور محمد كامل القرعان الى ارض الوطن بعد منحه بفضل الله على درجة الدكتوراه في علوم الاعلام والاتصال من جامعة الجزائر3 عن دراسته الموسومة ( دور الاعلام الرسمي الاردني في تشكيل الوعي السياسي لدى طلبة الجامعة الاردنية : وكالة الانباء الاردنية والتلفزيون نموذجا ) بدرجة مشرف جدا (ممتاز).
وقد تكونت لجنة المناقشة من الاستاذ رئيس المجلس العلمي الدكتور صفوان حسيني رئيسا والاستاذ الدكتور عزوق الخير مقررا ومشرفا وعضوية كل من الاستاذ الدكتور سرير عبدالله والدكتور عبد القادر الناصر ممتحنا خارجيا والاستاذة الدكتور ملكة عطوي .
وهدفت الدراسة إلى الكشف عن دور الإعلام الرسمي الأردني في تشكيل الوعي السياسي لدى طلبة الجامعة الأردنية (2013-2014)، وتوضيح دور الإعلام الرسمي في تدعيم المشاركة السياسية لدى الطلبة، والتعرف على مدى رضى طلبة الجامعة بما تقدمه وسائل الإعلام الأردنية الرسمية، ومعرفة كيفية قيام هذه الوسائل، بمسؤولية تشكيل الوعي السياسي لدى الشباب، وتحفيزه على المشاركة في الحياة السياسية، والحزبية والعامة.
ومن أجل ذلك ناقشت الدراسة الدور المنوط بالإعلام لتنمية الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات في ضوء التحديات المعاصرة، والكشف عن دور الاعلام الرسمي في تنمية الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات والشباب، وتقديم تصور مقترح يمكن أن يسهم في تطوير دور الإعلام الرسمي في تنمية الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات والشباب، والتعرف على الأنماط البرامجية المفضلة للتلفزيون لدى الجمهور، ومعدل المشاهدة للتلفزيون الوطني.
ولتحقيق أهداف الدراسة، استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وتكون مجتمع الدراسة من طلبة الجامعة الأردنية ممن هم في المراحل: الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة إبتداء من العام الجامعي (2013-2014).
وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة مشاهدة برامج التلفزيون الأردني قليلة نسبياً؛ لأن أكثر من نصف أفراد عينة الدراسة يشاهدون البرامج لمدة لا تزيد عن ساعتين يومياً، وأن نشرات الأخبار هي أكثر برامج التلفزيون الأردني مشاهدةً، بمتوسط حسابـي بلغ (3.04)، في حين جاءت في المرتبة الأخيرة برامج المسابقات بمتوسط حسابي بلغ (2.36). وهذا يدل على انشغال شرائح المجتمع الأردني كافةً بمتابعة الأحداث التي تجري في الوطن العربي والعالم من خلال متابعة نشرات الأخبار، وأن برنامج يسعد صباحك هو أكثر البرامج التي تسهم بتلبية احتياجات أفراد عينة الدراسة المعرفية والترفيهية والاجتماعية والوجدانية بمتوسط حسابي بلغ (3.94) وأخيراً جاء برنامج آراء ومواقف من حيث إسهامه في تلبية احتياجات المبحوثين المعرفية والترفيهية بمتوسط حسابي بلغ (3.04).
كما أظهرت الدراسة أن البرامج التي تعزز الهوية الأردنية هي أكثر المواد الإعلامية التي تلبّي احتياجات أفراد عينة الدراسة من المعرفة والإطلاع بمتوسط حسابي بلغ (3.64)، وأخيراً جاءت البرامج التي تعرف بالرموز والقيادات الأردنية بمتوسط حسابي بلغ (3.30). كما بلغ نسبة من يتابعون أخبار وكالة الأنباء الأردنية على موقعها الإلكتروني (120) فرداً، بنسبة مئوية بلغت (48%).
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأخبار السياسية هي أكثر الموضوعات متابعة في نشرة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمتوسط حسابي بلغ (3.82)، وجاء في المرتبة الأخيرة الأخبار الثقافية بمتوسط حسابي بلغ (3.30).
وبناءً على ما تم التوصل إليه من نتائج، أوصت الدراسة بالعديد من التوصيات، أهمها: أن على وسائل الإعلام الأردنية بذل المزيد من الجهود لا سيما الرسمية لتعزيز قيم المشاركة، وذلك من خلال نشر المواد الصحفية والإعلامية، التي تهدف إلى توعية الشباب في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، وتعميق منظومة القيم القانونية والأخلاقية لدى الشباب، وتدريب العاملين في التلفزيون، ووكالة الأنباء، وبقية وسائل الإعلام الأخرى ، على كيفية تناول الموضوعات التي تهم الشباب والتركيز على الموضوعات التي تلبّي احتياجاتهم المعرفية والوجدانية والمعلوماتية والسياسية والثقافية خاصةً الموضوعات التي حصلت على نسبة متابعة منخفضة؛ كموضوع الهوية الأردنية، والرموز والقيادات الوطنية.
وتاتي اهمية هذه الدراسة نظرا لما شكله الشباب الأردني خلال العقدين الماضيين كمحور اهتمام الهيئات الرسمية والأهلية، واحتلت القضايا التي تعاني منها هذه الفئة الاجتماعية، والتي تزيد نسبتها عن نصف عدد السكان اهتماماً خاصاً على الصعيد الوطني، سواءً ما تعلق منها بالبطالة، أو العنف، أو الزواج، أو المشاركة السياسية، وذلك لأن قضايا الشباب ومشكلاتهم واحتياجاتهم تمثّل جزءاً لا يتجزأ من قضايا ومتطلبات المجتمع.
وتتضح أهمية الشباب في المجتمع من خلال دورهم في إحداث التغيير؛ لأنهم من أكثر الفئات الاجتماعية تقبلاً للتطور والتغيير، وكما تتضح أيضاً من خلال دورهم في التنمية الاقتصادية؛ لأنهم من أكثر الفئات التي تسهم في دفع عملية عجلة التقدم الاقتصادي، وتتضح كذلك من خلال دورهم في الإصلاح الاجتماعي، إلى جانب الدور السياسي والثقافي والرياضي والعسكري الذي يقومون به.
ونظراً لما يمثّله الشباب من نسبة مرتفعة من عدد السكان في الأردن، فقد أولت الحكومات الأردنية المتعاقبة هذه الفئة اهتماماً خاصاً بها، فأوجدت المؤسسات والدوائر والهيئات التي تهتم بهم وبتنميتهم فكرياً وجسدياً؛ كالمجلس الأعلى للشباب، وهيئة شباب كلنا الأردن، وغيرها من المؤسسات الهادفة إلى إشراكهم في جميع عمليات التنمية الوطنية، سواءً كان ذلك في المجالات السياسية، أم الاقتصادية، أم التعليمية وغيرها.
ولما كانت وسائل الإعلام في المجتمعات وخاصة النامية منها تلعب دوراً كبيراً في إثارة القضايا المجتمعية، وتسليطها الأضواء على احتياجات المجتمع ومشكلاته، وإبراز جوانب التطور والتغيير فيه، فإن هذا الدور يزداد قوةً وتأثيراً كلما زاد انتشار وسائل الإعلام، وكلما تطورت تقنياتها، الأمر الذي يضاعف من مسؤولياتها في المساهمة في تطوير هذه المجتمعات، وإحداث التغيير فيها.
ومما لا شك فيه أن الصحافة يمكن أن تقوم بدور مهم في مساعدة الشباب على أداء دورهم الوطني في المجتمع، وذلك عن طريق النصح والإرشاد والتوجيه والمتابعة، وضرب المثل بالقدوة الحسنة.
كما يمكن أن تسهم في طرح مشكلات وقضايا الشباب، وإيجاد الحلول لها، وأن تسهم في نقل الخبرات وتوضيحها وتفسيرها وشرحها بأسلوب سهل مبسط، كي يتعرف عليها الشباب، ويستفيد منها في حياته القادمة.