إلى روحي وأرواحهم وروح المهاجر..علاء..
بطاقة:
غريبون نحن هناك.. غريبون نحن هنا.
في بلادي غريبٌ.. في بلاد الغريب غريب أنا.
فأي البلاد سأمشي بها دون خوف
وأي البلاد ستهجرني المرة القادمة؟
أما بعد: ..................................
غريبون لكننا لم ننم غير فوق جمارٍ
حملنا سنابلها في دمانا...
وظل سناج فريكتها في العيونِ
يكحل دهرا.. صبانا...
غريبون لم نغتسل من غبار الطفولة..
ما زال يعلق فينا التراب الذي لم نبدلهُ
حتى يشرش فينا هواء البلاد التي طلقتنا ثلاثا..
وعاث بها الحزن حتى الوهنْ..
غريبون.. لكن.. إذا ما جرحنا تسيل البلاد على الجلدِ
ليس يضمدها غير دفء بكانا.
كل يوم.. نهاتف أرضا.. جدارا.. رصيفا..
نهاتف أهلا...
لنسأل عن كل دالية إن سقوها.. وعن موسم الميرمية..
عن دودة القمح ما أكلت منه أو ما تبقى بسهل المزار..
وعن سعر رطل الجميد.. وعن كسوة العيد..
نسأل عما تبقى من الزيت..
عن طفلة داسها ابن ثري ..
وعن جائع مات في حاويات القمامة..
نسأل عن لقطاء بأنفاق عمان..
عن عسكريٍ بكرواتيا
راح يجلب مهر الحبيبة..
لكنه عاد في كفن للحبيبة..
عن طالب يعرض الآن كليته
في المزاد لكي يتخرج..
عن غصن زيتونة كان يسقى دموعا...
ترجّل بحثا عن الماءِ والماءُ من بين رجليه
يجري إلى العابثين السكارى بعمان..
عن بحرنا ال خصخصوا ملحه قبل بوتاسه..
عن طوابين مطفأةٍ في الجديدة.
عن مناجم كانت لنا ثم طارت
مع العابرين إلى لا وطنْ.
غريبون لا ينثني العمر
حتى نعود إليها.. ولو في الكفن.
غريبون لكننا لم نبدل دمانا.
وإن بدل البعض قلبا أبى الصدر أن تستمر الحياة..
وصارت له الأرض عمرا جديدا...
وقبرا وطنْ.
*****تموز 2008