كيف نصدق الحكومة الجديدة بعدما حنثت بوعدها قبل مرور اقل من شهر على تكليفها إدارة حزمة البلاد، فكلنا ما زال يذكر تصريح رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بأن أولويات الحكومة خدمة المواطن والمحافظة عليه من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسة واكمال مسيرة الاصلاح .
فهل رفع اسعار المشتقات النفطية من ضمن سلسلة الإجراءات للحفاظ على اقتصاد المواطن ام أن رفع رسوم اقتناء المركبات فيه سبيل للحفاظ على الأمن الاجتماعي .
القضية ليست بقيمة الرفع بعدما اصبح عنوانا للحكومات العابرة بقدر ما اضحى سببا رئيسا في انعدام الثقة بين الحكومات والمواطن الذي يضيق ذرعا في بلاده بحجج صندوق النقد الدولي تارة والظروف الاقليمية تارة اخرى.
كيف نصدق تعهدات رئيس الوزراء التي رفعها الى جلالة الملك قبل يومين والتي تشعر قارئها بان المواطن الاردني سيطلق الفقر ويرافق الثراء خاصة بعدما تعهدت الحكومة بانشاء لجنة دائمة في وزارة الصناعة والتجارة والتموين للنظر في مشاكل الشركات المتعثرة والعمل مع غرفة الصناعة والتجارة لحلها وتمكين هذه الشركات من النهوض وبعد اقل من ٢٤ ساعة تقوم الحكومة بالغاء قرار تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على الالبسة والاحذية لعام ٢٠١٥ .
كيف للحكومة السعودية ان تصدق حكومتنا وتمضي بتوقيع مذكرات التفاهم الاقتصادية الخاصة بقانون الاستثمار الاردني الجديد وهي ترى بان الحكومة الاردنية اصبحت كالقطة تأكل ابناءها عندما تجوع؟!
كيف يصدق الاردني ان الحكومة تعمل للحفاظ على مستقبل اسرته وكرامة اهله وهي التي تجرع كأس مهانة الفقر للاب امام ابنائه باليوم عشرات المرات اثر قراراتها؟!
كيف نصدق الحكومة بعدما تعهدت بتوفير الكوادر اللازمة لمحاصرة أي نشاطات مخالفة لقانون الانتخابات والمتمثلة في توزيع الهدايا والتبرعات علي الاشخاص بهدف شراء الأصوات أو التأثير عليهم بالوسائل المادية ولم نر ذلك رغم انتشارها في بعض المناطق مبكرا ؟!
قبل 22 عاما بشر نائب رئىس الوزراء الحالي جواد العناني الشعب الاردني بثمار معاهدة السلام "وادي عربة" عندما كان وزيرا للاعلام و وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء انذاك والشارع الاردني ما زال ينتظر قطف تلك الثمار ، يا ترى كم علينا ان ننتظر هذه المرة كيف نرى ثمار القرارات الاقتصادية لحكومة الملقي .
طوال الاعوام الماضية وشريحة واسعة من الاردنيين يسألون انفسهم كيف نصدق الحكومة ، الم يحن الوقت بعد ، ان تسأل الحكومة نفسها كيف نعيد ثقة الاردنيين بحكوماتهم ؟.