سأل المعلم تلميذه "المدلل" : ما هو الوطن ؟، فاجاب : الوطن "حقيبة سفر، صراف آلي، بيت مستأجر ، "بزنس "‘ ، شركات "اف شور" ، ثم استطرد "بدي" اعمل وزيرا او سفيرا في دولة ما ، أو مديرا عاما او حتى مستشارا في موقع ما ، أو على الاقل في منصب مالي رفيع ، له سائق خاص ونمرة حمراء، ومراسل وسكرتيرة، وحارس وتصرف له بدلات سفر وضيافة.
اما الطالب خلف اسم "مستعار" فقال: الوطن؛ أم تستحق التضحية، وانتظر "العسكرية" ، وبعد التقاعد ساعمل حارس امن على باب مول كبير او شركة كبرى او سائق او حارس امني لدى عائلة نبيلة ، وبدون واسطة او محسوبية ، مضيفا بانني لا اعترض على القدر : فالناس رتب ودرجات وهذه سنة الحياة؟!
احيطكم علما: بانني لا احمل صرافا آليا ولم احصل على اي تمويل بسبب عدم كفاية الكفلاء والوثائق ولا املك في بيتي صالات ولا كنبا ولا استخدم "الكيزر" بالحمام ليس لشئ سوى للمخاطر التي ترافقه، ولا استخدم "الكندشن" لان قبلتنا هي :"ان يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ".
ولكن لدي سؤال محير ؛ الغريب أن البعض كلما أغدقت عليهم الحياة برفاهية، طالبوا بالمزيد بشتى أنواع الوسائل المشروعة وغير المشروعة ويقولون لك "كابر عن كابر"..
بحثت في قوائم الشهداء هم من أبناء الحراثين والعسكر السابقين والبسطاء المتقاعدين، ممن يولي عليهم البشر، وممن تحجز باسمهم مناصب وتخترع لأجلهم شواغر ويؤسس لعيونهم مؤسسات وشركات وتكسر لأجل غيرهم خواطر وقوانين وتعليمات...
مازلت اعتقد ان الدنيا بها خير ..
صديقي ايها العود العاري : تراقب ، الشمس وهي مائلة وتقول : نحن في حالة حرب وقد تطارد مطلوبا أو تهاجم خارجا عن القانون او تقضي شهيدا ، وتعي ان الفرق واضح بينكما فهو ينعم بتبريد مكيف، وتدفئة مركزية، ومارس الرياضة من اجل اللياقة البدنية وانت مارستها في خو وحمرا حمد ووادي الموجب وراجب وسلاحيب واليتم ..
لي طلب منكم : ارجوكم ازيلوا بعض الأغاني الهابطة والموصوفة بالوطنية من ارشيفنا ولا قيمة لها في ساعة الحقيقة..
كفى: قم بدفني ثم اقرأ الفاتحة.
الانباط