كثرت الوعّاظ وقلّت البركة
عمر كلاب
23-06-2016 12:48 AM
لا تكاد تفتح وسيلة اعلامية الا وترى واعظة او واعظا يقدم برنامجا او رسالة وعظية لجمهور المواطنين، ولا تكاد تجلس في مجلس او مع سائق تكسي، الا ويبدأ الوعظ من احد الجالسين او سائق التكسي، فنحن مجموعات وعظية تمشي على قدمين، في طابور الخبز، هناك واعظ متطوع وفي طابور القطايف نجد من يتبرع للحديث عن ثقافة النظام والالتزام وبعض النصائح عن الصبر ولا مانع من مقارنة مع العالم الغربي الذي اخذ من الاسلام الكثير فيما بقي المسلمون على حالهم وتأخرهم.
ربما افسحت وسائل التواصل الجديدة المعلومة للمواطن بسهولة، دون تمحيص في دقة المعلومة وصوابيتها، وربما افسحت مواقع التواصل لكثيرين، كي يسمعوا الأخبار والقصص والحكايا باللغة المحكية وبالصورة القريبة على قلوبهم لذلك انتشرت ظاهرة الواعظين ويسرّت وسائل التواصل لكثيرين، كي يسمعوا الأخبار والقصص والحكايا باللغة المحكية وبالصورة القريبة على قلوبهم لذلك انتشرت ظاهرة الواعظين ويسرت وسائل التواصل الحديثة الأمر على الراغبين بالوعظ والارشاد ان يقدموا انفسهم ببساطة ودون عناء الموافقات الرسمية او الاشتراطات الصعبة لوسائل الاعلام الفضائية الرسمية والخاصة.
فأبسط مهنة الآن هي الوعظ وثمة جهمور جاهز للاستماع ولنقل الموعظة وربما للانضمام الى فريق الوعظ.
الغائب الأكبر عن المشهد، هم المتعظون، فكل زيادة في اعداد شيوخ الفضائيات ومشايخ مواقع التواصل يصاحبها انتكاسة اخلاقية وقيمية في المجتمع واخشى ان اوطاننا اصبحت بلا اعمدة تحملها، فكل المنظومة الوطنية واعمدتها تراجعت سواء في التربية او الاخلاق او الرياضة والتجارة والمعاملات بين الناس من قيم الجيرة والصداقة والزمالة والعمل.
ارتفاع اعداد الوعاظ يشي بأننا مجتمع موغل في الرذيلة والخطيئة وليس دليل صحة المجتمع، وكلما ازداد تعداد الواعظين ازداد جمهور المغيبين او الممسوح دماغهم فيردد الموعظة دون ادنى التزام بمضمونها، فالمواطن الآن ناصح مهم لجاره، لكنه سرعان ما يلبس ثوب الشياطين اذا ما حدث الأمر مع ابنه او في بيته، وقد رأيت حادثا مؤلما وطريفا في الوقت ذاته، لأحد الجيران وهو يقوم بمهمة اصلاح ذات البين.
وفجأة انتفض وزمجر عندما اغلق ابن الجيران مدخل كراج سيارته وكدنا نصل الى المخفر.
هذه الازدواجية التي يجب ان يلتفت لها المواطن البسيط قبل ان يقوم بتصديق هذه الفئة، ويسأل كيف لداعية ان يركب سيارة فارهة ثم يقوم بالحث على التواضع او لشيخ يملك الافا كرواتب ويدعو للتبرع للمساكين دون ان يبادر هو الى التبرع اولا، وكيف نجد شيخا او داعية يدعونا الى الجهاد وهو يقيم في اوروبا او فيلا فارهة وكيف نصدق داعية سياسي يتحدث عن الاخلاص والوطنية ونحن نرى ونسمع ونشتم رائحة فساد كل حين.
الدستور