حتى لا يبتلعنا الارهاب ..
فارس الحباشنة
22-06-2016 06:00 PM
خبر الارهاب لم يعد يأتي تائها ، ما بين الدهشة و الحيرة والصدمة يتلقى الاردنيون اخبار العمليات الارهابية ، جريمة "الركبان "الوحشية واستشهاد 6 من جنود حرس الحدود تؤكد من جديد على خطورة الوحش الرابض على الحدود ، حيث تسكن هناك جماعات الارهاب و التطرف ، وتحمل معها حلمها السرمدي بان الطريق الى الجنة مفروش بالدم .
الاردنيون غارقون في متاهة المشاكل الاقتصادية و المعيشية ، والدولة غارقة في دهاليز تلك المشاكل ترسم بخريطة للانقاذ ، وتبحث عن طرق ومعالجات تخرجها من النفق المظلم . سير نحو المستقبل يبدو أنه محكوم بخيبات الماضي .
فالوقائع تشير الى أن السياسات لا تصنع على ضوء الخوف من المستقبل ، و حيث لا مجال لبروباغاندا السلطة ومؤسساتها المثقلة بتاريخ من العجز بان تعبر الى المستقبل ، ومادامت ذات صور المعالجات و المراجعات الخائبة تتكرر على مستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي .
بينما غادر عبدالله النسور الليبرالي و النيوليرالي ورجل الضرائب "الاول " الدوار الرابع بعد 4 أعوام ثقيلة على الاردنيين ، بدا أن يتحرك خليفته هاني الملقي و من خلف ورثته بترتيبات اقتصادية سريعة ، يقال أنها معدة مسبقا و مطبوخة على نار هادئة . وهل هي خطة انقاذية للاقتصاد كما يدعون ؟ أم ما تبقى لديهم من قلة حيلة فلجوء الى الممكن و المستحيل ؟
هاني المقلي وكسابقه النسور ، لا ينتمي الى أي لون سياسي ، تربى في دورب السلطة ، و أكتسى بلون واحد وهو الموظف الخبير " ، بقى في مساحة بعيدة عن مناكفات ومناطحات السياسة ، و استمرار لأكثر من 3 عقود في دهاليز السلطة دون خيال فالافق ضيق ومحدود ولا أمكانات سلطوية شرسة فالتنافس معطل ومعدوم .
عاش المقلي في منطقة العقبة الخاصة على وهم الانجاز ، باعتباره رجل انجازات ، ولا يذكر بطبيعة الحال احد انجازاته ، لكن ثمة من يلح على الالصاق هذا الوصف به ، وفي ظل الانشغال عليه فان الحكومة حازت على اوصاف مدهشة و أهمها أنها : انقاذية و اصلاحية و انتقالية .
فهل تنجح الدولة بأدارة معجزة الانتخابات ، و تسقط من دولابها السري ما هو قائم من تحالفات بين السلطة و طبقة المال " البزنس " ، و يعاد انتاج تحالفات سياسية و اجتماعية بوجوه جديدة لربما تكون أكثر قدرة على أدارة و انقاذ ما هو متهالك وبائد و ذاهب الى الخفاء أصلا