أتابع الأخبار , فهي تأتي بسرعة ...وقلبي كأنه على موعد مع الحزن , بعض المواقع تؤكد أن عدد المصابين أكثر مما أعلن وبعضها تورد أسماء الشهداء.. وأنا لا أعرف التفاصيل الكاملة بعد للعملية ...
في اليوم الأول من رمضان , نقدم (5) من خيرة شبابنا في هجوم على مخابرات (البقعه) واليوم نقدم عددا أكبر في هجوم لسيارة مفخخة على موقع متقدم للقوات المسلحة في منطقة (الركبان ), أعد لخدمة اللاجئين السوريين ... ما هو القادم إذا ؟
كانت والدتي رحمها الله تقول لي دائما :- (يا وليدي الله ايجيرنا من ساعة الغفلة) ..والجبناء لا يواجهون , وأفعالهم الدنيئة تأتي غدرا ..فهم يختارون وقتا وزمنا ...يعبر عن ذاك الجبن , الرابض في مكامن نفوسهم ..
حسنا ..بعيدا عن التحليل والتمحيص والتدقيق , لقد دخلنا المعركة فالأيام القادمة هي أيام مواجهة شرسة , فهم يضربون في كل مكان ..وكلابهم المسعورة لا تعرف رحمة ولا زمنا ...
في حياتي كلها , وفي مهنة سرقت مني راحة البال ..هاجمت الكل وتزعزت ثقتي بمؤسسات كثيرة ... إلا الجيش فقد تغنيت به أكثر من الحبيبة والأرض أكثر .. من التراب , وأكثر من كل مايغري العاشق المبتلى بالهوى ... كتبت عن جبهتهم السمراء , عن (الحز) الذي يحتل أعلى الرأس بفعل إرتداء (البوريه) العسكري ...عن (القايش) وعن عضويتي القديمة في أهم وأقدم حزب في هذا الوطن وهو :- (حزب القايش) ... كتبت عن العيون البدوية تلك التي ولدت على الدنيا , وكيف تحضن السلاح بحنان أكثر من احتضان الحبيبة .. وعن (الكونتنتال) وعن (الروفر) وعن عودة الجنود في أيام الخميس لقراهم النبيلة ..والهادئة .
كتبت عن كل شيء فيهم , وما زلت مؤمنا أنهم الهوية ..والهوى , ومن يجعل بوصلته في الحرف ..والوطن موجهة صوب الجيش , سيعرف أنهم الرهان الرابح في قادم الأيام ..وأنهم حماة الأرض والعرض والدين ...
قلت أن المعركة بدأت .. وأشعر أننا دخلناها الان .. ونحن لا نهزم , لا يوجد في قواميسنا شيء إسمه الهزيمة , لهذا أطلب من الناس كلهم ..أن يبتعدوا الان عن مجالس النميمة , فالبعض يسترجل في التحليل .. والبعض يطيب له الطعن في الخاصرة ... وأدعو الناس أن يكون مصدرهم في الخبر إعلامنا الوطني فهو على علاته , سينقل لنا الصورة بفم أردني وصوت أردني وسينعى الشهداء بما يجب , بالمقابل ففضائيات الشماتة ستنقل الخبر بصوت تخالجه بحة المكر .. وهدفها سيكون هدم الروح المعنوية ...
قلت لقد دخلنا المعركة , فالهجوم منظم ومخطط ومدروس ..وداعش وأخواتها يبدو أنهم ..قد بدأوا بتصديرغلهم ومكرهم...
وأنا في هذه اللحظة لا أكتب في إطار , الكتابة المجردة ..ولكني أكتب في إطار الوعي الكامل بما يدور ... ولو طلب مني أن أتطوع في مصانع القوات المسلحة , وتكون وظيفتي تجهيز نعال بساطير الجنود فسأكون الأول الذي يتقدم لهذه الخدمة .. ذاك أن نعال بساطيرهم أطهر وأشرف من لحى الغدر والخيانة ....
أنا خلف الجيش ومع الجيش , سأنسى كل مناسيب الكوليسترول وكل عطش مؤلم بفعل الصوم , سأنسى تعبي وضحكة الأولاد وأنا عائد إليهم .. سأنسى كل ما فعله العمر .. بي , وأنا يا سادتي الضباط ويا سادتي الجنود .. من أعلى واحد فيكم رتبة إلى الأقل رتبة .. على إستعداد تام ... لأن أكون خادما لكم في معركتكم .. ذاك أنكم في هذا الوطن .. لم تكونوا يوما إلا المعنى الحقيقي للإيمان والشرف .... فيا رب باركهم وسدد رميهم .. وحماك الله يا وطني .
الراي