هذا هو العهد، جند وراء الجند، نحمي هذا التراب وندفع من اجل راحة وامن شعبه الغالي والنفيس، هذا هو عهدهم وهذا هو وعدهم لوطنهم وشعبهم، عهد نشامى القوات المسلحة – الجيش العربي وما نكثوا او نقضوا العهد والوعد وكأن قدر هذا الجيش ان يروي بالدم الزكي كل شبر من ارض الوطن وكل حد من حدود الوطن غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، فنداري سوءة الغير ونحمل وزر الامة والجيرة، فنقطف دحنونا وشهداء ونقطف كيد حواسد واحقاد فجرها خوارج العصر الجديد مع ساعات الفجر الاولى، وكأن الفجر وعدهم مع الموت وانبلاج الضوء الذي يكشفهم فيختارون الموت مع الظلام قبل ان تغزل الشمس اولى سنابلها في بيدر الجُند الرابضين على الحدود .
لن تعترف الجهة الارهابية بعملها ولن تعلن مسؤوليتها عن الحادث، لكننا نعلمها جيدا، ونعلم انها اخترقت بعضنا فغسلت دماغه وعقصت عقله، وتحاول ان نكون الفضاء الحيوي لها بشريا ولوجستيا اعتمادا على كمشة من العقول التي غافلت ربها ودينها ووطنها وبايعت الخراب، ونعلم انها باتت تجوس البلاد ليلا مثل الوحوش المستِكلبة، تقتل لاجل القتل، كي تنشر الرعب والخوف في قلوب لم تعرف الخوف بعد ولن تعرفه، فالوطن حكاية سمعها الجند من الجدات ورضعوها مع حليب الامهات وعاشوا معها بسواعد الاباء، فكان الوطن سجادة صلاة وقصيدة يرتلها الابناء ترتيلا .
لن نكتب المراثي رغم الوجع الرمضاني الذي ابتدأ بشهادة وأوسطه شهادة ونهايته نصر وثأر بإذنه تعالى، فالضيم لا نعرفه ولن نعرفه، والامهات بحاجة الى ما يبرّد نارهن والشباب الى ما يروي الغضب، شباب بعمر الورد خسرناهم وقلوب تنتظر الموعد بلهفة احترقت وعقول اباء اشتعلت، ولا بد من فعل سريع يعيد التوازن الى المشهد، فهؤلاء الفتية لن يذهب دمهم هدرا، ولا يجوز احتراف كتابة المراثي، بعد احتراف كتابة بيانات النصر والمنعة، وسنبقى على موعد مع النصر، والاستفادة من الدروس والعبر وقراءة الحدث بما يليق به من تطور وتغير .
لامهات الشهداء العزاء والحناء والزغاريد لحظة الوداع، لاطفال الوطن الابرياء نقول هؤلاء قضوا من اجلكم، من اجل وطن دون لوثة عقل ودون موت يسير على قدمين، ولشباب الوطن نقول، انتبهوا وتزنروا بالعلم والشماغ في حلقة الدبكة يوم النصر القادم عما قريب، سواء كانت جيشهم ستة او مجرد قطعان ذئاب تنهش في ليل، وللصبايا ان يطلقن الزغاريد في موسم الشهادة ورمضان العمل والصبر، ولنا ان نرفع درجة الاستعداد والحذر وان نُعيد حسابات الحدود المفتوحة خاصة والقنابل البشرية تأتي تباعا سواء لاجئا او ارهابيا، فاللجوء انهك الوطن والمواطن ورفع الحمل على ظهورنا المتعبة من ربيع الخراب وخراب الاوطان .
نحن خلف الجند جند، ونحن لا نبكي الشهداء ولا نكتب المراثي، بل نكتب للفرسان من القوات المسلحة، يشهد الله انكم اغلى من كل شيء وابهى من اي شيء ومنازلكم في القلوب منازل وارفة وعامرة، من شمال القلب الى جنوبه، جرحكم يجرح قلوبنا وشهادة فرد منكم تدمي عيوننا فانتم ملح الارض وسياج الدار، وانتم اقرب الينا من انفسنا فبكم نهتف ونغني ولكم نكتب الحدّاء والاشعار، رحم الله شهداءكم وشافى الله جرحاكم واعان الله ذويكم ونصركم في شهر النصر والصبر .
الدستور