يا شهداء الفجر.. وحماة المهجرين ..وضحايا الهجر..ايها الصائمون لربكم القائمون بعزمكم وصلاتكم.. المرابطون باخلاص وامانة .. يا من تلهج السنتكم بالتسبيح والتهليل واسماء اطفالكم.. وتنبض قلوبكم بحب الله واهليكم والوطن والناس ... وتخلو من الشوائب والاحقاد والفرقة، وعقولكم يملؤها الفكر الراقي الطاهر والخالي من قيم الكفر وإثم الفُجر... يا اصحاب النفس المطمئنة الراضية المرضية السليمة من كل نوايا الشر وغوايات العُهر...يا إخوة جعفر وحمزة والحسين ووصفي ومعاذ ..يا ابنائي واخوتي يا شهداء الله ورمضان والدين.. ابكيكم حزناً وفراقا كما اهليكم واطفالكم ..الذين ما زالوا ينتظرونكم على الافطار ليفرحوا بقدومكم وتفرحوا بهم وبافطاركم ...للصائم فرحتان ...فسبقتم للفرحة الثانية للقاء ربكم ....ابكيكم كلما تذكرت ابائكم المنتظرون على ظمىء وحرقة واطفالكم الناطرون امام المنازل يرقبون هلال طلتكم الابوية الرائعة ...ليلتئم الشوق والعناق على مادبة الافطار ...واغبطكم كلما تذكرت هذه الموتة المشرفة فكل واحد منكم صلى الفجر وهوقائم وصائم ومرابط وشهيد... لعمري تلك موتة يتمناها كل مؤمن مخلص يتشوق للقاء الله ..فلتهنئوا وتنعموا بحياتكم الابدية عند الله ربكم ترزقون ... نحن نفطر هنا وانتم تفطرون عند ربكم...في جنات ونَهَر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...فاين نحن وانتم...
طوبى لكم ولعيونكم التي باتت تسهر وتعظم في حرمات الشهر وتحرس في سبيل الله والوطن وتحمي الدخيل والفار بدينه وعرضه واطفاله.. تذود عن الحمى والدم وشرف الشاميات .. الحرائر المستجيرات من ظلم ذوي القربى الاشد مضاضة وقهر .. الرابضات في مخيم البعد والغربة الغافيات أمنة وأمانا .. المستظلات بظل الله ورحمته ثم جيرة الجيش العربي وقوات الأمن الذين يتلقفون المستجير من نار قبيلته ولظى الهجر وحر القيض فيحيلونها بردا وسلاما.. الناذرون دمائهم البائعون نفوسهم لله الرافعون رؤوسهم عزة وفخار الظاهرون على من عاداهم لا ينكصون ولا يتوارون عن طالب او غاصب او خارج من الملة ومنسلخ عن الجماعة ..

طوبى لكم اعلى مراتب الشهادة وللغادرين النار.. طوبى وعزة وفخار للوطن وللاردنيين نرفع راسنا عاليا بكم ونتمنى ان نصل لدرجتكم العالية الرفيعة ...

ولمن اراد بكم سوءا وبالوطن نقول خسئتم فقد زدتمونا تماسكا ورفعة ووقارا.. وان الامن والسلام الذي يغيضكم ويفتنكم سيظل يغيضكم ويفتنكم وان مكانة الاردن والاردنيين وفكرهم الديني القويم وقيمهم النبيلة في احتضان اللاجئين واجارة المقهورين وتسكين الملهوفين وتوطين الشاردين حتى يبلغوا مأمنهم او يعودوا لاوطانهم ظافرين ... ستظل قيمنا .. ونظل على العهد والوعد نزف الشهيد تلو الشهيد ونقدم الدم من الوريد ونقتسم الجرح والحزن مع الجار والشقيق حتى يقضي الله امرا كان مفعولا .. واعلموا ان الحب يليق بنا والامن يليق بنا والمجد يليق بنا وجتى الموت المشرف والمميز يليق بنا وبابنائنا ... ولكم الخزي والعار والنار والمحو باذن الله والاندثار...يرحم الله شهدائنا الابرار الاطهار ولهم النعيم والحياة ولذويهم الصبر وعظيم الاجر والاحسان.