سلاماً على سرايا الركبان، حمرا حمد وسايح الذياب
د. مخلد الزيودي
21-06-2016 08:34 PM
هنا، هنا، حيث الخيل والليل ورغاء الابل وصحراء اتعبها صهيل خيل خلفه حداء، ورجال امتطوا الموت من فوق العاديات ضبحا، اقسموا بالشمس والريح والصبح وجدائل الاردنيات بأن ارواحهم للأردن فداء.
هنا هبت الريح ولمع البرق وجلجل الرعد فأمطرت وانبتت فرسانا من صحراء الجوع والغضب والظمأ عليهم من وجع الاردنيين وجور الزمان رداء. هنا، هنا رجال لا يطربون الا في ساحات الوغى، هم هيا بنا هيا بنا.. ع جمع المعادي هيا بنا.. هم رجال ما باعوا ولا اشتروا الا في اسواق المنايا، الموت غايتهم فرض ونداء. بهذه الأهازيج خرجت سرايا الاردنيين، من الغباوى، الركبان، حمرا حمد، سايح الذياب الطافح، جفر أبو تايه، أم العمد، الفدين، حوران، وادي السرحان على وقع الزغاريد والبارود معلنة غياب الشمس قبل موعدها لتعلن فجراً جديداً صنعه المستخلفون في الأرض المؤتمنون على الثرى والعرض جحافل الأيام الساخنة في اللطرون باب الواد، قلنديا، بورين، مثلث سويمة صناع الكرامة هم ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة هم لعيون بسمة والبنات دم النشامى خضابه، هم هيا بنا ع جمع المعادي هيا بنا. فسلاماً على الأردن والأردنيين سلاما، سلاماً على تاريخٍ ممتدِ حتى ما قبل التاريخ سلاماً على الأردن منذ أن خلقها في ستة أيام ثم استوى على العرش سلاماً على أرضها وسمائها وصحرائها سلاما، سلاماً عليها منذ أن كان عرشه على الماء سلاماً عليها وهو يرتقي لعليائها، سلاماً عليها حتى ينفخ إسرافيل قيامها سلاماً على ملوكها وجندها وأمرائها، سلاماً على الأوفياء من أبنائها، سلاماً على بدوها، وفلاحيها وشركسها وشيشانها، سلاماً على مهاجريها وأنصارها، سلاماً على كرامتها وشهدائها سلاماً عليهم جميعاً إليها حمحمت صفر المطايا فرسانها، يضرمون من الشر على الشر جحيماً ويشعلون من النار نارها.