وطن برائحة الشهداء في رمضان
عبيدة يوسف عبده
21-06-2016 04:01 PM
كوكبة من الشهداء تُزف من جديد فجر أيام رمضان على الحدود الشرقية الشمالية للمملكة بسبب عمل ارهابي جبان واستهدافه موقع عسكري متقدم لخدمات اللاجئين وهم ستة من الشهداء رمضان وإصابة أربعة عشر من أفراد نشامى الواجب حيث تسهر عيونهم على الحدود، و بيد على الزناد تأهب واستعداد من أي متربص، ويد أخرى تستقبل اللاجئيين نساء وأطفال من المنكوبين ببسمة واطمئنان،وعلى قدر وجع الحدث اليوم وقبله الأول من رمضان بعد استشهاد خمسة من الشهداء في مكتب مخابرات البقعة؛ على قدر عهدنا لوطن يقدمهم إلى ربهم في جناته أحياء يرزقون، وهو وطن يقدم له الغالي والنفيس دفاعا عن قيادته وشعبه وأرضه بدون مساومة أو تردد في أداء الواجب .وفي الميدان نراهم نشامى يحموننا بأعينهم وقلوبهم يضحون بأنفسهم وأرواحهم لحمايتنا من يد ارهاب بشعة أو ناكر لجميل جبان.
في أردننا اليوم مصابنا واحد وألمنا واحد وقضيتنا بمواجهة الارهاب باتجاه واحد لأنه يؤذينا جميعا وبأي لحظة.وهو تطرف أدى إلى ارهاب بالقتل، وامتحان بتوقيت صعب بوسط لا ذنب لنا فيه لما نتمتع من أمن واستقرار وسط شرق أوسط يغلي تحاول أيدي جبانة وبائسة أن تطال حدودنا المنيعة المحصنة بقواتنا المسلحة الأردنية التي لا تنام وتؤدي الواجب ليل نهار باستقبال اللاجئين وتقديم كل المتاح من امكانيات لتوفير احتياجاتهم الانسانية رغم تحديات الأردن التي يدركها المجتمع الدولي في تحمله نتائج اللجوء ،وتقديم المتاح أكثر من أي بلد آخر استقبل ورحب وبذل من عطاء انساني تطبيقا لمعايير حقوق الانسان .
الاختبار الأصعب باتخاذ القرار في إدارة الأزمات والمصلحة العليا من تبعات ما حدث مع أصوات قد تنادي باغلاق الحدود بعد ما حدث اليوم ،وهو ما صرح فيه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين, خلال زيارته للأردن ومخيم الزعتري في المؤتمر الصحفي العام الماضي في أحقية أي دولة أن تغلق حدودها في حال ارتفاع عامل الخطورة من البلد المجاور وتبعات اللجوء،الدولة اليوم ستكون أمامها خيارات. ولكن تفضيل خيار على آخر يصب ما بين المصلحة العليا للبلد المضيف وبين انسانية التعامل حسب الاتفاقيات الدولية التي ستجعل حادث استشهاد نشامى الواجب من القوات المسلحة اشارة استيقاظ لقرارات مفصلية تحمي حدودنا ودولتنا مستقبلا وتعزيزها عسكريا وأمنيا.
حدثان في رمضان رغم قسوتهما ومسببهما واحد وهو الإرهاب ؛إلا أننا نؤمن أردنيين وأردنيات بأن الكرامة هي الوطن وأن التضحية في سبيله هي الثمن وأن الدماء الزكية التي تراق على ترابه هي زكاة بقائه عزيزا أبياً حراً، اليوم نترحم على شهدائنا الأبطال الذين استشهدوا فجر اليوم ليبقى الأردن منيعا محصنا بوجه أعدائه،فالأردن اليوم برائحة الشهداء.