السلام الداخلي والطمأنينة
د.أسمهان ماجد الطاهر
21-06-2016 12:57 AM
أغلق الابواب في وجه كل رياح قد تفقدك السلام الداخلي والطمأنينه فراحة وسعادة الفرد بما يملكه في الحياة من رضا وما يختزنه من سلام داخلي. تمضي سنوات عدة قبل أن نصل لمرحلة من النضج والهدوء المنطقي الذي يجعلك تبتسم تجاه هفوات الحياة وتنظر بتعجب تجاه من يتهافت للعيش بها دون انسانية وطيبة تغلف روحه.
يعيش بعض البشر وفق قانون أن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب. وأخرون يدركون أن الحياة ليست غابة بل هي جنة جميله فيها من الجمال الكثير وكل ما عليك أن تكتشف الجمال فيها وكل ما دون ذلك محض ضياع.
الدين هو النعمة التي فرضها الله عز وجل وهو منهج حياة يحمل في جوهره الحث على الخلق وعلى الكلمة الطيبة وكيفية نشر الخير ومحبة الأخر وهو أن تحفظ لسانك ويدك عن أذى الاخرين وليس مجرد أثواب ومظهر خارجي واستعراض لطقوس العباده من صدقة وزكاة. الدين في القلب والنية الطيبة وهو الكف عن أذى البشر وهو أن تحفظ قلبك وقولك فلا تنطق ألا بجميل الكلام . لاأدري ما الذي يكسبه البعض من التشدق بغليظ القول تجاه المواقف والاحداث ، وهل البشر بحاجة الى كمية من السلبية.
لما يميل البعض نحو استخدام أسلوب الهجوم الفج في القول والنقاش والخطاب. متى نتقن كيف نرسل كلماتنا وخطاباتنا على جناح يمامة تحمل غصن زيتون.
عندما يرسل احدهم رسالة عامة يجب ان يدرك أن المُستقبل الذي يسمعها ليس فقط المثقفون والواعون والناضجون. ففي ظل التطور التكنولوجي كل رسالة أو خطاب عام يسمعه الطفل والمراهق والشاب في مقتبل العمر كل تلك الفئات ما زالت في طور تكوين الفكر والتوجهات والقناعات وهذا أمر مهم يجب أن يراعى ويؤخذ بعين الاعتبار.
من حق الفئات العمرية المختلفة أن تحظى بقليل من الإيجابية من حقها أن تسمع جميل القول والخطاب، أن توقعات كل شخص وتحليلاته الشخصية يجب أن تراعى العامة وتدرك تنوع الفئات العمرية فهناك جيل ما زال في طور التشكيل يجب أن يراعى وأن نتقي الله فيه.
كثيرة هي الرسائل التي تحمل النوايا الطيبة في مضمونها أو في خاطر من يرسلها لكنها قد تكون اخفقت أو تاهت في صياغة هذه النوايا بكلمات مؤثرة ومناسبة.
يتحدث الكثيرون عن حرية التعبير لكن اعتقد وقد أكون مخطئة أن حرية التعبير تحتاج الى معرفة تكوين المجتمع ومراعاة ظروف الزمان والمكان وما يحيط من ظروف وأوضاع ومتغيرات لتستطيع أن نضمن قوة وتأثير الخطاب أو الرأي الذي سيتم التعبير عنه ولإبراز الايجابية فيه.
لتكن رسائلنا وخطاباتنا اداة تسهم في تطوير النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بمنطقية دون أن تجرح أو تؤذي عندها يتجلى مفهوم العيش بحرية ومعنى المساواة والاحساس بالسلام الداخلي، كما تتبلور القدرة على نشر هذا السلام حولنا بالكلمة الطيبة وحُسن وطيب التعامل مع بعضنا البعض.
الراي