بأي ذنب قتلت؟...........تلك الفراشة المتنقلة بين غصون نضرة في منظر غروب شمس تودع آخر نفس للبراءة... في ظل عائلة … أب أخذته هموم الحياة ومشاغلها … وامرأة أب لا ترحم … لعلّها اليوم لو بقيت فهي على مشارف الربيع الخامس من عمرها الغض.... إذ أشك أن تلك الطفلة الصغيرة رأت الربيع يومًا في حياتها!!
طارت بجناحيها الصغيرين…. وحلقت بصفاء روحها عاليا … في دنيا لم يعد فيها مكان للملائكة لتقتل…. فتسقط على الأرض وقد كسا بياضها النقي دم يخزي بطهارته من قتلتها …فبأي ذنب قتلت!؟.
يا الله …. أي أحزان تجمعت لتحرم ذلك الوجه الصغير فرحة الطفولة؟ ...أي هموم تلك التي سلبت ابتسامات عمر بريء طاهر؟ …أي ريح خريف أتى لتصحو أزهار الرّبيع النضرة؟! ...أي شتاء هذا الذي استحث السير.. ليأخذ من البراءة دفأها.. ومن الطفولة شمس الفجر الجميل؟
أي دموع هذه التي أبت إلا أن تكون أبلغ من أي كلام.. أقوى من أي صراخ.. .. رسمت على خدين صغيرين ندوب زمن لم تزل على أعتابه.. .. ولم ترَ من خيره شيئًا بعد.. فلماذا خطفت شروره سعادة تلك العينين الصغيرتين؟!!
إذا كانت ملك قد رحلت بسبب عيوننا المغمضة عن الانتهاكات داخل الأسرة ... فأن ملكات أخرى أخشى عليهن أن يتكسرن أو يحترقن أو يذبلن أو يتقطعن … فليس أقسى على النفس من عذابات طفلة لا تجد في هذا المحيط الإنساني من يحاول رفع الظلم عنها !!
المؤلم أن تعذيب الأطفال , والتنكيل بهم , بات ظاهرة عالمية لا ترتبط بشعب أو بأمة دون غيرها ولا بظاهرة الفقر والغنى أو الجهل والوعي وإنما بإمراض اجتماعية ونفسية …. يعاني منها بعض البشر … يتم التنفيس عنها بإلحاق الأذى والعذاب بالكائنات الأضعف في المجتمع …ألا وهم الأطفال !! نقرأ ونسمع عن وقائع من المحيط الاجتماعي تتعلق بأساليب لا يصدقها العقل , ولا يتحملها الضمير الإنساني , بحق الأطفال .. بنين وبنات …من ضرب مبرح وكي بالنار واغتصاب وترويعهم بمختلف الأساليب .
لقد قال الأديب الروسي دستوفسكي .. خير ما يقال في هذا المقام ( إذا تغاضى العالم عن تعذيب طفل بريء أستقيل من العالم ).
Zubi1965@hotmail.com