هرتسيليا 16 .. تساؤلات قلقة بشان إسرائيل ومستقبلها !!
رجا طلب
20-06-2016 02:02 AM
قبل 16 عاما وفي مستهل الألفية الثانية عقدت أول دورة لمؤتمر « هرتسيليا» للمناعة القومية « في « هذه المدينة التي أقيمت على أنقاض قرية فلسطينية دمرها جيش الاحتلال وسميت هرتسيليا نسبة « لتيودور هرتزل»» مؤسس الحركة الصهيونية، هذا المؤتمر يعد الأهم في إسرائيل و بات يعقد سنويا والذي كان معنيا في بداية الأمر في التحدي الديمغرافي داخل « دولة إسرائيل « والمقصود هوية إسرائيل في ظل الوجود العربي بها إلا انه مع مرور السنوات تحول هذا المؤتمر إلى ما أطلق عليه « العقل الاستراتيجي لدولة إسرائيل « حيث بات يناقش كل شيء يخص « الدولة « والتحديات المحدقة بها.
مؤتمر هرتسيليا هذا العام والذي عقد في الاسبوع الماضي تحت شعار « «أمل إسرائيلي رؤيا أم حلم» ناقش أجندة طويلة من التحديات تواجه الدولة العبرية وتحدث في المؤتمر معظم الشخصيات المؤثرة داخل إسرائيل باستثناء نتنياهو وهو أمر يجب التوقف عنده ، عدا عن مداخلة مطولة عبر السكايب لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ، بالإضافة للحضور العربي الرسمي الباهت لسفيرنا في إسرائيل والسفير المصري بالإضافة لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد مجدلاني ،
في التحديات الخارجية لاسرائيل تحدث رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي مطولا والخلاصة كانت أن إسرائيل قوية وقادرة على الردع وان حزب الله قوي ولكنه لن يجازف بمعركة جديدة وهدد انه في حال جازف فان إسرائيل ستحول لبنان دولة للاجئين اما كيسنجر فقد أكد على أن امن إسرائيل في ظل الفوضى العارمة بالإقليم قوي ومصان لكن على المدى البعيد سيواجه تحديات جمة ، غير انه أشار إلى تغير المعادلات في الإقليم وان أعداء إسرائيل من بعض العرب بدأوا التفاهم معها وان العرب المعتدلين وإسرائيل عليهم منع قيام دولة مهيمنة في الإقليم و يقصد هنا إيران بالدرجة الأولى و تركيا بالدرجة الثانية.
أما موضوع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فقد عبر كيسنجر عن تشاؤمه بوضوح حيال الأمر.
باعتقادي أن أهم ما قيل كان يتعلق بالشأن الداخلي الإسرائيلي ومستقبل هذه الدولة في ظل سياسات نتنياهو اليمينية المتطرفة.
كان أيهود بارك رئيس الوزراء الأسبق من اشد المنتقدين لتلك السياسات ووصفها بأنها « ـ”الضيفة والفاشلة ” في تحقيق الأمن “لإسرائيل” وتسببت بالضرر الكبير للديمقراطية الإسرائيلية «.
كما اتهم بارك نتنياهو بأنه يقود أجندات سياسية لصالحه الشخصي ولا يعمل على تحقيق مصالح الدولة, وانه لو استمر بهذه السياسة فلسوف ينتهى المشروع الصهيوني.
وقال ان لا قائد في العالم يصدق كلمة يقولها نتنياهو وحكومته بعد الآن، وان نتنياهو وحكومته يقودان إسرائيل لحافة الهاوية.
أما موشي يعلون وزير الدفاع السابق فقد قال إن حكومة نتنياهو تقوم بتخويف الاسرائيليين وقال « ان ما تقوم به حكومة نتنياهو يوحي وكأن هناك تهديدا بمحرقة جديدة للشعب اليهودي.
وأضاف يعلون في مداخلته في المؤتمر: إنه إذا كان هناك شيء يجعله يخاف على مستقبل الدولة فهو ليس شحنات الأسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان ولا محاولات إيران ممارسة الإرهاب ضد إسرائيل وإنما اتساع الشروخ في صفوف المجتمع الإسرائيلي وتراجع القيم الأساسية ومحاولة المساس بالجيش الإسرائيلي بصورة تشكل خطراً على مناعته وتحوّل القيادة السياسية إلى قيادة مجرورة ومنفلتة بدلاً من أن تكون طليعة للمجتمع.
أما ما قاله ما يسمي برئيس الدولة « رؤوفين ريفلين « فهو الأخطر على الإطلاق ولكنه قيل بهدوء وبذكاء
فماذا قال هذا الرجل بعد 68 عاما من قيام « إسرائيل « ؟؟
لقد أعاد طرح السؤال الاستراتيجي المتعلق بإسرائيل ألا وهو « ما هي هوية إسرائيل « ؟؟
وطالب بـ صوغ «هوية إسرائيلية مشتركة»، جامعة لما يطلق عليه ريفلين «القبائل الأربعة» المكونة للمجتمع الإسرائيلي، وهي بحسب تعريفه: «العلمانيون، والصهيونية الدينية، والحريديم، والعرب».
ماذا يعني هذا كله ؟؟
ببساطة يعني أن إسرائيل القوية مازالت تعيش أزمتين ، الأولى وجودية «أزمة هوية»، والثانية وطنية « أزمة مجتمع « ، فهي دولة قوية إلى الآن بحكم العلاقة مع أميركا ولكنها مقبلة على أزمات داخلية كبرى لن تستطيع واشنطن على إنقاذها منها ، ومن أبرزها هوية هذه الدولة التي تساءل عن ماهيتها رؤوفين ريفلين !!!