فجأة بلا مقدمات رحل الباشا ،العزيز عبدالله الهباهبة صاحب الخبرة الطويلة في الحياة على اختلاف انماطها واشكالها، الباشا الهباهبة «ابو حسان «تعمدت روحه بعشق الوطن والانتماء الى ترابه الطهور طاف كل المدن والارياف والمخيمات والوديان طافها صيفاً وشتاءً عبر مسيرة حياته الطويلة حين خدم في جهاز الامن وترقى في مواقع العمل الى أن وصل الى رتبة لواء خدم بكل عقل منفتح وحرص على ممارسة المسؤولية.
عرفته عن قرب في صفوف حزب التيار الوطني ومنها وعبرها عرفت صفحات مهمة في حياته التي كان يحدثنا عنها طويلاً ولكن بسرعة مثل لمح البصر.تذكرت معه حادثة « ابو شاكوش» التي اشتهرت في عمان ذات زمن انقضى واشغلت الناس ردحاً من الزمن.
سمعت منه تفاصيل وتفاصيل عن تلك الحادثة وسواها، ولكن عبر اسلوب رهيف ودقيق كأنها حدثت اليوم، ومرات عديدة روى جوانب من علاقته مع الباشا عبدالهادي المجالي سنوات رفقة السلاح.
بسمرة الوجه وبشاشة المحيا كان يطل ابو حسان على اجتماعاتنا واحياناً يبتعد قليلاً بحكم المرض، لكنه كان سرعان ما يكابر على المرض وينتصر عليه ويعود للمشاركة من جديد ، لونه الجنوب المعطاء برائحة النبل والفراسة ومعرفة الرجال وصدق معشرهم .
وكان الباشا الهباهبة الذي عمل في سلك الاعيان وخدم عبر مؤسسة البرلمان نائباً للوطن حريصا على أن يقدم رفاقا جدد لصفوف التيار الوطني عادة يصطحبهم معه الى الاجتماعات الدورية ليتعرفوا عن قرب على مسيرة الحزب.
رحمك الله يا فارساً وطنيا ًعركته الحياة وانتصر عليها وظل ابياً عفيف النفس محبا ًلعمل الخير والسعي لخدمة الناس في مجالات العمل، انه الموت الذي يداهمنا فجأة ويسطر حروفه على الجميع بلا استئذان ليكتب صفحة جديدة من عالم اخر يتشكل بعد الموت ويترك عبرة للاحياء علهم يتعظون.
الى رحمة الله الاخ العزيز ابو حسان وجعل الله الجنة مثواك مع الصديقين والاخيار بمشيئة الله عزوجل الذي يعرف مكنونات الصدور ويحاسب البشر على النوايا .
الدستور