زمان لا كان في فيسبوك ولا واتس أب ولا كاندي كراش حتى يتسلى الراعي، فلم يكن هناك ما يسليه سوى أصوات دناديش (الكبش)، أحد رعيان ذلك الزمان من (سقاعة) وجهه أراد أن يتسلى، فترك القطيع وذهب الى القرية صارخا: الذئب في المرعى، فهرع رجال القرية لنجدته، وعندما وصلوا لم يجدوا الذئب فشربوا بمعية الراعي كاسة شاي وعادوا، كررهاعدة مرات وفي كل مرة لايجد رجال القرية الذئب، فملوا منه ومن شرب الشاي ومن سواليفه (المسقعة)، وفي إحدى المرات حضر الذئب فعلا وذهب يطلب النجدة فلم يفزع له أحد، معتقدين أنها مثل كل مرة حيلة ليشربوا معه الشاي، علما أن الراعي حلف أغلظ الايمان أنه شاهد الذئب إلا أن أحدا لم يصدقه، فعاد الراعي وحده ووجد أن الذئب قد افترس كل الأغنام فأصبح يعمل بعدها قهوجيا عند الشيخ !!
نشرت الغد خطة الحكومة لمواجهة التطرف، وصدقوني لم نكن بحاجة إلى خطط لمواجهة ذئاب التطرف لو صدقت حكوماتنا المتعاقبة بخططها ووعودها وأحلامها مع الشعب ولم تكن تتسلى!
في الخطة، مطلوب من وزارة الأوقاف أن تعالج نقص الأئمة والوعاظ ليتحدثوا لنا في خطبهم المكرورة عن حكم الحائض في الحج، بينما في الجهة المقابلة يتم سد النقص الحاصل في مجلس النواب من أبناء النواب! ومطلوب من دائرة الإفتاء تحصين أفرادها من الفكر المتطرف وأن تحاور المتطرفين في السجون لرشدهم إلى الطريق الصواب وكأن الدائرة في تاريخها أفتت بغير حرمة أضواء الزنون او بيان مقدار زكاة الفطر، بينما في الجهة المقابلة يتم هدم خيمة لبعض العاطلين عن العمل فوق رؤوسهم ولا تتم محاورتهم من قبل المسؤولين! ومطلوب من وزارة التربية والتعليم وضع خطة لاستبعاد المعلمين والموظفين من أصحاب الفكر المتطرف واعتماد الاستشارات الأمنية في التعيينات الجديدة وكأن التعيين سابقا كان يتم باستشارة من وزارة الزراعة، عظيم ولكن؛ بالجهة المقابلة أليس الأهم وجود خطة لاستبعاد الفاسدين من مواقع المسؤولية العامة، فهم أكبر مصدر للاستفزاز والحقد، ومطلوب من وزير الدولة عرض أعمال درامية وإنتاج أفلام قصيرة توضح منهج الإسلام الحنيف، ولا أدري من سيشاهدها فالمتطرف يرى أن التلفزيون حرام، وغير المتطرف لايتابع إلا المسلسلات التركية، بينما في الجهة المقابلة يعرض التلفزيون الرسمي مقابلة مع والد أحد الإرهابيين. أليس في منهج الإسلام الحنيف (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، ومطلوب من وزارة الثقافة إشراك أكبر عدد من الشباب في المهرجانات التراثية والسامر الاردني، يا سلام ليس إشراكهم في ندوات ومؤتمرات وورش عمل للبحث والفائدة العلمية، بل الاستفادة من طاقاتهم في (قصّر حاشينا قصّر)! وفي الجهة المقابلة تسمح الدولة بإقامة مهرجانات الألوان والبيجامات والسراويل التي لا تراعي عادات وتقاليد الدولة! ومطلوب من وزارة الداخلية اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من تثبت جرأته في اغتصاب المنبر، وكأن الداخلية كانت سابقا تأخذ من يغتصب المنبر في فسحة إلى تل الرمان مع وجبة غداء ومطلوب من مستشارية العشائر التوسع المدروس في القبول الجامعي لأبناء العشائر، بينما غير أبناء العشائر قد لايكون أمامهم من خيار سوى قوائم البغدادي!
لا توجد دولة تعد خطة لمواجهة التطرف، بل توجد دول ينعم أفرادها بالعدالة الاجتماعية والحريات واحترام القوانين والمساواة فتصبح مسؤوليتهم الوطنية نبذ ورفض ومواجهة التطرف طالما أن دولتهم هي فقط مستقبلهم وحلمهم ومستقرهم الأخير!
الغد