facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إجماع عشائري


صبري الربيحات
19-06-2016 02:05 AM

من أكثر المصطلحات التي يتداولها الأردنيون بكثافة هذه الأيام اصطلاح "الإجماع العشائري" في إشارة إلى أن إرادة العشيرة قد اجتمعت على اختيار فرد من أفرادها ليتولى تمثيلها في عملية المنافسة للوصول إلى المقعد (البرلماني، البلدي، المحلي) وأنها ستقوم بدعمه من خلال منحه الأصوات وربما التبرعات لتغطية نفقات حملته الانتخابية، وقد يتضمن المفهوم وقوف العشيرة في وجه أي مرشح آخر من أبناء العشيرة باعتباره خارجا عن الإجماع ومتحديا للإرادة العامة لها.
اليوم لا يخلو مجلس أو نقاش حول الانتخابات من إشارة إلى تعبير الاجماع العشائري الذي أصبح المؤشر العلني الوحيد على قوة أو ضعف المرشحين. في ظل غياب الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة ما يزال الكثير من المهتمين والمراقبين يعتبرونه المؤهل والمبرر الذي يعطي للراغبين والطامحين الشرعية في أن يتقدموا للمنافسات التي تجري على مقاعد التمثيل في المجالس القادمة.
لا أحد ينكر أهمية العشيرة كنظام اجتماعي قرابي يوفر الدعم والحماية والأمن النفسي والاجتماعي لأعضائها، فهي كانت وماتزال الأقدر على الاستجابة إلى حاجات وتحديات الأفراد ومعالجة الأزمات التي تواجههم. فالعشيرة تنظم وتدير احتفالات الزواج ومراسيم دفن الأموات من أفرادها وتنشئ الدواوين والروابط الخاصة بإدارة شؤون العشيرة وتتبنى استراتيجيات فض الخصومات والنزاعات المتعلقة بالجرائم الواقعة على أبنائها أو من قبلهم.
العشيرة الأردنية كانت أهم الوحدات المؤثرة على حياة الفرد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا قبل نشوء الدولة وفي العقود الأولى التي أعقبت تأسيسها. الجديد فيما يحصل اليوم هو عودة العشيرة إلى الساحة السياسية بقوة تفوق ما كانت عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لتلعب نفس الأدوار التي كانت عليها في الماضي وربما أكثر ولتصبح أحد أهم محددات الاختيار للتمثيل في المجالس النيابية التي أعيانا البحث عن صيغ لقانون يساعدنا على أن ينتخب المواطنون ممثليهم في ضوء البرامج.
خلال الأيام الماضية، ومع أننا لم ندخل مرحلة تسجيل الترشح والدعاية الانتخابية، أطل علينا من خلال وسائل الاتصال العشرات من الشباب والصبايا ليعلنوا عن إجماعات عشائرهم على اختيارهم كممثلين شرعيين ووحيدين عن عشائرهم. الأسس التي تتبناها العشائر في الدعوة لاجتماعاتها وعرض أسماء وسير الراغبين في الترشح من أبنائها تمزج بين الوسائل التقليدية والطرق الحداثية؛ فالعديد من الاجتماعات تقتصر على أعداد من أبناء العشيرة ممن يفترض أن لهم تأثيرا على الآخرين بحكم القرابة أو المكانة التي يتمتعون بها داخل مكونات عشيرتهم. هؤلاء الأشخاص المؤثرون يشبهون ما يطلق عليه الاميركيون "Super Delegates"، يخرجون ببيانات الدعم والتأييد متجاهلين أن في عشائرهم شبابا ونساء وافرادا يملكون رؤى ووجهات نظر تختلف عن تلك التي يتوافقون عليها.
استمرار ظاهرة الاجماعات العشائرية على اختيار المرشحين واستخدامها كأسلوب لاختيارهم في المراكز الحضرية كما في البادية والريف والمخيم أمر يبعث على الاستغراب في مجتمع قدم آخر القوانين الانتخابية باعتبارها أداة للتغيير وصولا إلى الحكومات البرلمانية التي تتنافس كتلها وتياراتها من خلال البرامج والقضايا ويختار الناخبون المرشحين على أساس الكفاءة لا على أساس الانتماء للعشيرة.
إعادة إنتاج الماضي بأدوات حداثية يثير تساؤلات كبيرة حول مدى نجاح التنمية في إحداث التغيير وأخرى حول طبيعة العلاقة بين الفرد والدولة والعشيرة.
الغد





  • 1 د. ياسر الجغبير 19-06-2016 | 06:01 AM

    ........

  • 2 ابو محمد 19-06-2016 | 09:59 AM

    ريح راسك ونام وبلا انتخابات بلا هم.....اريح شي المقاطعة لانه مش ناقصنا تخويث زيادة عن اللزوم والأمور مكشوفة .....

  • 3 سلوى 19-06-2016 | 06:29 PM

    في هذا الزمن شيء مضحك بالفعل !!! نحن بالقرن الواحد والعشرون وما زال البعض يتكلم عن قوانين عفى عليها الزمن ، وما أهمية وجود القوانين..... في ظل وجود قوانين مدنية تناسب الجميع وبسواسية دون أخذ الحقوق بالإمتيازات والإستثناءات الغير عادلة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :