وتعود شمس التربيه لتشرق من جديد,فمن بين أجرام سماء الخالق نجوما يزداد بريقها فنراها تلمع من بعيد تخطف البصر, تضئ دنيا حالكة.
ومن بين كنوز الأرض هناك شخصيات فذَة ,أُخُتيرَتْ لكي تكون في المكان الذي وُجدَت لأجله ,وقد حَظيت وزارة التربية والتعليم برجل أساس كل انجاز وصاحب المواقف العظيمة وأصل كل نجاح وعلو ورفعه للتربية والتعليم في الوطن,فمن وضع النقاط على الحروف ومن جعل لكل ركن عنوانا ولكل عمل بصمة يشهد لها القاصي والداني, ومنها ما نعيشه هذه الايام وطلبتنا يتقدمون لامتحان الثانويه العامة بوضع مريح وطبيعي دون مشاكل وعنف مجتمعي ودون اصرار الاهل على اقتحام القاعات لمساعده ابناءهم في الغش كما كان يحث سابقا,وهذا أمر واضح وجلي للجميع حيث لم يتم ذكر مشاكل أثناء تأدية الطلبه للامتحان الوطني العام ولم نقرأ في المواقع الاخباريه كما كنا سابقا عن تلك المشاكل والاضطرابات التي أثقلت كاهل وزارة التربيه والتعليم والعاملين فيها وّأرَقَتْ القيادات التربويه وأفشَلَتْ امتحان الثانويه العامة لدورات عديده مضت لا زال البعض منا يتذكر الاحداث بل ويرويها للآخرين.
لا يمكن أن نَمر على هذه الانجازات دون ذكرها لأنها أعمال سيشهد لها التاريخ وهي جزء من العديد من البصمات أنعشت ما كان في الحضيض, فهذه العداله التي أرساها وزير التربية والتعليم بين أبنائنا الطلبة وفي جميع مناطق المملكة ,وبعد أن امتلئت جامعاتنا ومعاهدنا برواسب الضعف الأكاديمي ومخرجات غير مؤهله لأن تلتحق بالجامعات والكليات,أعاد الهيبه والعداله للامتحان ,وأعاد للتعليم نصابه ,وأثار الدافعيه في نفوس طلابنا للدراسه فزادت تطلعاتهم للمستقبل بشكل جدي لا مجال للهزل فيه كما كان سابقاً.
هذا التخطيط الذي جعل من امتحان الثانويه العامه يسير بشكل هادئ ومريح دون أن يلفت الانظار أو تواجهه مشاكل تسئ الى سمعة الوطن كما حدث في احدى الدورات وفي عهود سابقه ,جعلت دول مجاورة بل بعيده تتحدث عن ذلك الفشل ,يكفينا ما نحن فيه الآن وما نعيشه من ارتياح وسعاده بعيدا عن مشاكل تجعل من امتحان يُفْتَرض أن يكون امتحانا عاديا لا يثير بلبلة في الوطن ولا يتحدث عنه الناس الا بكل خير,وها نحن قد وصلنا الى هذه المرحله وفي هذه الدورة الصيفيه بالذات حيث حقق الامتحان تميزا كبيرا يؤكده كل من يعمل في الامتحان حيث يشعر الجميع بالراحه والنظام وسير لامتحان بأسلوب ديمقراطي دون توتر أو قلق.
هذا التميز لا بُدَ أن ينعكس على أداء الطلبه وبالتالي على نسب معدلاتهم ونجاحهم ,وما يُميز هذه الدورة أيضا قيام البعض بمبادرات لم تشهدها وزارة التربيه من قبل مثل توزيع بطاقات على مقاعد الطلبة تحمل عبارات جميلة وتمنياتهم لهم بالتوفيق والنجاح مذكرين اياهم بتضحيات أسرهم من اجلهم,وهذه المبادرات الايجابيه والخلاقه والتي تنم عن انتماء حقيقي وشعور بالمسؤوليه والحس الوطني في التعامل مع الطلبه أثناء تأديتهم الامتحان,وتسهم في توفير بيئه امتحانيه ايجابيه ومريحه لهم.
جهود تشاركيه ما بين أولياء أمور الطلبه وكل العاملين في الامتحان والطلبه أنفسهم,والمؤسسات الوطنيه ووسائل الاعلام ورجال الأمن الذين يحرصون كل الحرص على توفير الأمن والهدوء لأبناءنا منذ اللحظة الأولى التي يدخلون فيها أبواب القاعات,وما هذا الا دليل على نجاح الوزارة باتخاذ اجراءات عالية المستوى تعاملت بها في تنفيذها للامتحان وما وفرته من بيئة امتحانية لم تكن سابقا.
وما قامت به وزارة التربيه والتعليم من ترتيبات خاصة بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتقدمون لامتحان التوجيهي في الدورة الصيفية الحالية ، حيث تضمنت تعليمات امتحان الثانوية العامة المعمول بها حالياً على اعفاء المشترك الكفيف الذي يتقدم للامتحان في الفرع الأدبي أو الفرع الشرعي من مبحثي الرياضيات والحاسوب ، كما يعفى المشترك الكفيف في الفرع الأدبي من الإجابة عن الأسئلة التي تتضمن الرسومات والأشكال التوضيحية على أن يستعيض عنها بالوصف في مبحث الجغرافيا.
كما أن التعليمات تنص كذلك على اعفاء المشترك الأصم من مبحث الرياضيات إذا تقدم في أحد فروع التعليم التاليه:الادارة المعلوماتية ، التعليم الصحي,الادبي والشرعي.

وأعفت التعليمات المشترك الأصم من أسئلة التعبير والعروض في مبحث اللغة العربية / مهارات الاتصال وأسئلة التعبير في مبحث اللغة الإنجليزية في أي فرع من فروع التعليم الأكاديمي أو المهني.

وتضمنت التعليمات منح الطلبة الكفيفين والطلبة الصم وطلبة الشلل الدماغي في جميع الفروع وقتا اضافيا عن الوقت المحدد لجلسة الامتحان في جميع المباحث.

وتميزت هذه الدورة بالخدمات التي تقدمها الوزارة لذوي الاحتياجات الخاصة حيث تتضمن توفير قارئ إشارة للطالب الأصم إذا كان يجيد قراءة الإشارة ، وتوفير كاتب للطالب الكفيف على أن يكون لديه معرفة جيدة باللغة الإنجليزية ، ويتم نقله إلى قاعة قريبة من مكان سكنه.
وتقوم الوزارة كذلك بتكبير أوراق الأسئلة في كافة المباحث للمشتركين من ضعاف البصر.
وفيما يخص طلبة الشلل الدماغي أو الإعاقات الحركية فتؤمن الوزارة لهم كاتب ومراقب حسب الحاجة ويتم وضعهم في الطوابق السفلية إذا استدعت الضرورة لذلك.
ليس هذا بغريب على رجل يربط الليل بالنهار ,يعمل لأجل التربيه والتعليم والوطن ,بعيدا عن اي هدف شخصي ومصلحه خاصه,رجل استمد شعاره من سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بأن لا أحد فوق القانون مما انعكس هذا الشعار على أداء كل من يعمل في الوزارة والميدان فالهيبه والجديه في العمل باتت سمة من سمات العمل التربوي يستمدها الجميع من وزير لا تزال بين يديه العديد والعديد من الملفات التربويه الاصلاحيه القادمه ليكمل مسيرة الاصلاح التربوي وتطويره.

سرْ أبا المعتصم شمعة تضئ التربيه والتعليم ونحن معك,وفي نهاية المطاف أقول"أين كُنا؟؟؟؟؟؟وماذا أصبحنا؟؟؟؟؟"