جلست قبل وقت الافطار بساعة من الزمن اشاهد النمط العام لمنظومة البرامج الاعلامية
التي تمت حياكتها لأيام وليالي شهر رمضان المبارك فسألت نفسي : كم هي المساحة التي خصصها منتجو ومخرجو تلك البرامج لمخاطبة القيم الدينية والمعاني الحياتية التي تعبر عن موروثنا العقائدي والحضاري.

لقد نزل في هذا الشهر الفضيل القران الكريم بكل ما تتضمنه آياته من النهج القويم والمواعظ الحسنة ونماذج الخلق الحسن الذي يمكن ان يكون قدوة لشبابنا ، كما أن تاريخ أمتهم حافل بالنماذج الحية في الشجاعة والدفاع عن الوطن والانتماء التي يجب ان تبنى من خلالها شخصياتهم.

ان شهر رمضان الكريم ربما كان هو الزمن الأنسب في كل عام للتذكير بكل ذلك واحيائه في نفوس شبابنا. فقد أعطيت نفسي فترة ساعتين من الزمن التالي لوقت الافطار لأشاهد مجموعة البرامج التي قدمتها القنوات الفضائية المختلفة للمشاهد الذي قضى يومه صائما محتسبا ، فلم أخرج الا بمساحة خجولة من هذا الوقت المخصص للبرامج االموجهة لتثقيف الناس وتنوير الشباب بالقيم الحقيقية التي يجب ان تصقل بها شخصية المواطن.

فهل نضب معين هؤلاء المنتجين من البرامج الثقافية والحياتية ولم يبق سوى ما نشاهده من هذه البرامج ,

والحقيقة انني لا اعني ان تكون منظومة تلك البرامج خالية من عنصر الترفيه والتسلية التي يحتاجها الصائم بعد نهار من الجهد الجسماني والنفسي .ولكن ما نطلبه هو أن يكون هناك قدرا من التوازن في محتوى ومضامين البرامج الاعلامية المعروضة على قنوات البث الفضائية المختلفة.

ان الصائم لا يحتاج بعد نهار صيامه فقط لوجبة من الطعام والشراب بل جرعة من الغذاء الروحي الذي يدعم به النفس والروح ويعزز من خلاله نظام قيمه الاخلاقي والسلوكي . أليس كذلك ؟