أتَقُولُ لِيْ يَا ( فَيْسُ ) : فِـيْـمَ تُـفَـكـِّـرُ ؟
وَإلَامَ تَـرْنُـو ، أوْ بِـمَـاذا تَـشْـعُــرُ ؟
سَأقُولُ يَا الْفَـيْـسُ الْعَـزيـزُ، شِكَايَـتِـي
إنـّيْ بِأهْـلِ زَمَـانـِنـِا مُـتَـحَـيّـرُ
قَدْ أَسْلَمُوكَ قِيَادَهُمْ حَتـّى رَأَوْا
أنّ الْـحَـيَاةَ بِـلَاكَ لَا تُــتَـصَـوّرُ
وَمَضَوْا يَـخُضُّونَ الْكَلَامَ، وَلَا أرَى
مِـنْ كُـلِّ هَذَا الْخَـضِّ مَا يَـتـَخَـثّـرُ
الْكُلُّ يَا الْفيْسُ الْعَزَيزُ مُحَمْلِـقٌ
فِي ( الْـنـِّـتِّ ) يُـعْـجَبُ تَارَةً، وَ ( يُـشَيِّـرُ)
وَ يَرُشُّ حِكْمَـتَهُ ، وَيَـنْشُرُ رَأْيَـهُ
وَتَـرَاهُ فِـي كُـلِّ الْأُمُـورِ، يُـنـَظِّـرُ.
***
حُكَمَاءُ فِي الصَّفَحَاتِ، وَالتّقْوَى الّتي
مِـنْ لَـوْحَةِ الْحَاسُوبِ دَوْمَاً تَـقْـطُرُ
لَيْسَتْ بِمَانِعَةٍ إذا مَا اسْتُنْفِرُوا
فِـي لَـحْـظَـةٍ هَـوْجَـاءَ أنْ يَـتَـفَـجّروا
بِالسَّبِّ وَالشَّحْـنَاءِ والصَّخَبِ الّذي
يُـفْـضِـيْ بـهِـمْ لِلْـجَهْـلِ حَتـّى يَكْفُرُوا .
***
يَا فَيْسُ ، دَعْ عَنْكَ التَّسَاؤلَ ، إنّهَا
( دِحِّـيـَّةٌ ) ، فِـيهَا الْـجَمـيـعُ يُـزَمِّـرُ
لَا يَسْمَعُ ( الْقَاصُودُ ) فِـيهَا نَـفْسَهُ
فَـلِـذَا، (يـُهَـيـْجـِنُ ) تَارَةً، وَيـُكَـبـِّـرُ
وَتَرَى هُـتَافَ الْمُعْـجَـبـِينَ بِـرَسْمِها
أوْ رَسْمِهِ: ( يـِسْعِـدْ مَسَاكَ ، مُنـَـوِّرُ ) !! .
***
لَـوْ كَـانَ فِـي الْـيَابَـانِ نَاسٌ مِثْلُـنَا
جَـعَـلُـوكَ يَا هَذا بِـهـِمْ ( تـَتـَبـَجَّـرُ)
مَا كَانَتْ الْيَابَانُ هَذَا حَالَهُمْ
وَلَمَا عَلَوْا فِي الْمُنْجَزَاتِ ، وَصَـدَّرُوا .
***
يـَا فَيـْسُ حَـيـَّـرَنـيْ زَمَـانـُكَ ، إنـّـهُ
مَـنْ رَامَ فَـهْـمَ شُخُوصِهُ( يَـتَـمَـرْمَـرُ)
فَـإذَا ظَـنَـنْـتُ بَـأنَّ هَـذَا عَـاقِـلٌ
أوْ طَيّبٌ، أوْ خَيّـرٌ مُـتَـحَـضِّـرُ
فِإذَا بِـهِ، حَـاشَاكَ، لِـصٌّ فَـاتِـكٌ
وَ مُنَافِقٌ، إبـْليْسُ مِـنْـهُ أَطْـهَـرُ .
***
هَذيْ هِيَ الدُّنْيَا، بِكَامِلِ عُرْيــِهَا
فِيها ( أبُو الْحُصْنَانِ ) صًارَ يُـزَمْجـِرُ
وَ تـَراهُ طَـوْراً وَاعِظَـاً، وَمُبـَشِّرَاً
يـَهَـبُ الْـجِـنَانَ ، بِلَـحْظَةٍ، وَيُـكَفِّـرُ
وَتـَرَاهُ حِـيـناً زَاهِداً ، مُـتَـعَـفِّفاً
وَمُـهَـرِّباً، أوْ قَدْ تَـراهُ يُسَمْسِرُ .
***
يَا صَاحِ ، أوْكِلْهَا لِـرَبّـِكَ ، إنـّهُ
نِـعْـم الْمُخَلِّصُ مِنْ شُجُونٍ تَهْدُرُ .