من فضائل شهر رمضان انه يجمع الناس ويقربهم لبعضهم البعض بعد ابتعاد ونفور طيلة معظم ايام السنة , فالعائلة الواحدة تجتمع على مأدبة الافطار صغيرهم وكبيرهم بالفة ومحبة لم يعهدوها في سابق الايام , وتتسارع العائلات لدعوة الاهل والاقارب لافطار واحد يجمعهم على الخير والمعروف وتبادل الذكريات والاحاديث والوقوف على احوال واوضاع بعضهم البعض ومحاولة مد يد المساعدة لمن يحتاج منهم, ومن الناس من يجتمعون على مسلسل او برنامج تلفزيوني وما اكثرهم في رمضان.
ولا شك ان صلاة التراويح الرمضانية تشكل اكبر تجمع وتلاق لاعداد واطياف مختلفة من الناس فتراهم يتقاربون بالسلام وبتوزيع التمر والماء وكثير من الجيران لا يتعارفون الا في هذا الجمع الرحماني وبعدها ينطلقون وهم فرحون باللقاء ويتسارعون لدعوة بعضهم البعض لتناول القطايف او القهوة في البيوت.
اما أنا في شأن آخر في اللقاء فما ان انتهي من الصلاة حتى اهرع الى مقهى قريب نجتمع فيه مع بعض الاصدقاء ويسبقهم العم ابو جريس ليحجز الطاولة لنا ويطلب القهوة والماء لتكون بانتظارنا.
بلا عنت ولا تعب, ويستقبلنا بابتسامة عريضة فرحا باللقاء وبانتظار ان نتجاذب اطراف الحديث والذكريات , فبادرنا مرة بالقول انه يتذكر وهو صغير انه كان هو وصغار الحارة ينتظرون قدوم رمضان ليرحبوا به حاملين الفوانيس المضيئة والاعلام ويجوبون الشوارع ينشدون ويغنون، وانهم كانوا ينتظرون شهر رمضان ليتناولوا فيه ما لذ وطاب من العصائر والحلويات الرمضانية وخاصة القطايف المحشوة بالجوز والجبن , وزيارة الجيران والمباركة لهم برمضان.
هذا هو العم ابو جريس الذي بانتمائه يجسد فينا الوحدة الوطنية الواحدة ويرسخ في مجتمعنا المتائلف المقولة المشهورة الدين لله والوطن للجميع .