نظرية المؤامرة وشيطنة الاسلام
هشام الخلايلة
16-06-2016 03:06 PM
يحق لنا كمسلمين أن نشكك بكل ما يحدث من هجمات ارهابية وخاصةً في ظل نمو اليمين المتطرف في أوروبا، والعالم على حد السواء، والآن في الولايات المتحدة ويمثله دونالد ترامب والذي أعلن عداءه للإسلام والمسلمين وتعهد بمنع المسلمين من دخول أمريكا، وإذا ما تم انتخابه رئيساً لامريكا فالآتي سيكون مدمراً لنا كمسلمين وللولايات المتحدة معاً.
ولا شك أن محاولات شيطنة الاسلام لم تتوقف على مدى التاريخ ولكنها اتخذت منحنىً خطراً في الآونة الاخيرة حيث تسعى الاَلات الإعلامية العملاقة إلى بث سمومها وتوجيه أصابع الاتهام الى كل مسلم حتى يثبت براءته، بل أن ذلك اللوبي العالمي تمادى في غيه وتعاليه وبدأ مؤخراً بتوجيه أصابع الاتهام الى دول إسلامية كانت في طليعة الدول التي حاربت ومازلت تحارب الاٍرهاب الا وهي السعودية، ولولا التأثير الكبير والذي تملكه السعودية وتدارك بعض المؤثرين في الادارة الامريكية ومنهم مدير الاستخبارات الامريكية السابق والذي نفى اي علاقة للسعودية بدعم الاٍرهاب او تمويله لاصبحت السعودية ضحية من ضحايا هذا اللوبي الجديد القديم، ولكن هناك تحليلات تفيد بأن إدارة اوباما تسعى الى خلط الأوراق في الشرق الأوسط من خلال التقارب مع ايران، وعزل او أضعاف السعودية.
إذاً ما الذي يحدث؟ ولماذا هذه الحملة المكثفة ضد الاسلام والمسلمين؟ والمسلمون هم الذين يتعرضون للارهاب اكثر من اي شعب اخر، فهم يقتّلون في كل مكان في العالم وعلى مرأى ومسمع ما يسمى بالأمم المتحدة، وأوروبا الحرة التي تهتم بحياة الكلاب اكثر ما تهتم بحياة المسلمين، والامريكان الذين وضعوا الخطوط الحمر الوهمية لإطلاق يد النظام السوري الفاشي في قتل شعبة وتشريده حتى بكت الانسانية وانتحرت الرحمه لما حدث ويحدث للسوريين ولا من مجيب.
لم نسمع عن الدولة الاسلامية او ما يسمى (داعش) الا بعد أن خذل العالم الشعب السوري في نيل حريتهم والتخلص من النظام البعثي الفاشي والذي تربع على صدورهم لأكثر من أربعين عاماً، وإخفاق العالم في وقف آلة القتل السورية أدى الى أن تتشكل مجموعات للمقاومة سواء كانت متطرفة او معتدلة ( كما يطلق عليها الأمريكان) لوقف العدوان ولحماية الشعب السوري الاعزل، فمن هو المسؤل عن تولد داعش وغيرها؟ انه النظام العالمي الأعور ممثلاً بالولايات المتحدة والذي تآمر على إبادة الشعب السوري مكتفياً بإطلاق تعبيرات الاستنكار والادانة لجرائم النظام السوري، ولم نسمع من الامم المتحدة او الولايات المتحدة اي إدانات للارهاب الروسي والذي دمر وقتل الشعب السوري حيث أن معظم ضحاياه كانوا من المدنيين، ولا ننسى قصف المستشفيات والمدارس.
وبالعودة الى نظرية المؤامرة، فإن مؤنس (الشيعي الذي تسنن) والذي أحتجز مجموعة من المدنيين في مقهى لندت في سيدني لم يكن ارهابياً وإن رفع راية داعش لانه كان في مصحة نفسية ويحمل شهادة مريض عقلي ويتناول أدوية لتساعده على البقاء هادئاً، ولكن الاعلام الأسترالي والعالمي صوره على أنه ارهابي له ارتباطات بالدولة الاسلامية وقد ثبت كذب كل تلك الادعاءات ولكن الاعلام لا يتكلم عن ذلك الان وإن تكلم عنه فهو على استحياء وقد أدت تلك المؤامره الى زيادة اليمين المتطرف في استراليا وخروج المئات في مسيرات ضد الاسلام، وهذا مثال واحد فقط للمؤامرة التي تحدثت عنها سابقاً. المثال الثاني، عمر متاني والذي قيل أنه قتل خمسين شخصاً في نادي للشواذ في اورلاندو، وقبل بدأ اي تحقيقات قامت وسائل الاعلام الجبارة باتهام المسلمين ووصفتهم بأنهم وباء وبأنهم يحملون الكثير من الكراهية والضغينة للغرب وثقافتهم، وكانت هذه أيضاً فرصة رائعة لدونالد ترامب لبث سمومه ضد المسلمين وشيئاً فشيئاً بدت ملامح تلك الجريمة تظهر، وبدا لنا أن هذا الشخص يرتاد ملاهي ونوادي الشواذ ويشرب الخمر وهو معروف لدى الكثير من مرتادي ذلك النادي، وقد وصفته زوجته السابقة بأنه كان عصبي المزاج، وأنه كان يضربها باستمرار، فهذا الشخص ليس له علاقة لا بالارهاب ولا بالارهابيين وإن قامت الدولة الاسلامية بأستثمار ذلك الحادث فقط من باب قدرتها على الوصول الى قلب أمريكا. وهناك الكثير من الامثله ولكن لا مجال لطرحها في هذه المقالة.
ورغم عدم دعم السواد الأعظم من المسلمين للمنظمات الإرهابية ولكن يبقى في عقول المسلمين أن أمريكا هي عدو للإسلام والمسلمين بسبب سياساتها الاحادية في العالم الاسلامي من الدعم الأعمى لإسرائيل الى مباركة جهود دولة مينمار في قتل شعب الروهنجا المسلم على يد البوذيين حيث قام اوباما بزيارة تلك الدولة بعد وقت قليل من التنكيل بالمسلمين ولم يدين ذلك النظام العسكري الفاشي ولو بكلمة وكأن مسلمي الروهنجا ليسوا بشراً.
في نهاية مقالتي، نحتاج في العالم الاسلامي والعربي الى صحوة إعلامية لتفنيد كذب وادعائات الاعلام الغربي بشأن الاسلام، ولتوضيح الصورة الحقيقية لديننا الحنيف ولتسليط الضوء على الاٍرهاب الغربي ضد المسلمين لوقف الهجمة الظالمة على الاسلام.
* خبير فُض نزاعات / استراليا