لماذا يبتعد الشباب عن الأحزاب؟!
اسماعيل الخوالدة
16-06-2016 12:53 PM
مع إطلالة الانتخابات البرلمانية، تلوح في الأفق مسألة الشباب والمشاركة السياسية. وهذا الحديث في حد ذاته يبين مدى أهمية الشباب في العمل السياسي من جانب وعزوف الشباب عن العمل السياسي من جانب اخر ، إذ لو كان الشباب مهتمين بالسياسة لما طرح هذا الأمر ولما شغل العزوف بال الكثيرين.
لكنّ ثمة سؤالا عريضا لماذا العزوف من طرف الشباب عن المشاركة السياسية؟ أو لماذا يغيب الشباب عندما يتعلق الأمر بالأحزاب؟
إن نظرة واحدة حول الأحزاب السياسية في وطننا تجعلنا نقف أمام مفارقة عجيبة في ان الأحزاب تنادي بملء فمها برغبتها في ضم الشباب إلى صفوفها في حين لا تقدم - معظمها - لهم خطابا فكريا او حتى لا تخصص لهم أي منصب داخل لجان الحزب المتفرعة عنه ، ما يوحي أن الأحزاب تريد الشباب فقط من أجل رفع عدد المنخرطين ليس إلا ، حيث لا نعثر على أي شاب دون الخامسة والعشرين داخل المكتب المسير لأي حزب ، وهذه بالطبع رغبة بعض الأحزاب الذين يحاولون إبعاد أي شاب عن مركز القيادة فيه.
وانا هنا ساتحدث عن تجربتي الحزبية التي اخذت كل طاقتي ومجهودي..
دخلت الحزب وعمري 26 سنة وكلي حماس.. وبعد قراءتي لبرنامج الحزب وكتيبه بدأ الفتور عندي فالبرنامج كله تناقضات يعني مثلا هناك لجان مجلس مركزيه ويجب ان تكون مطعمة بالشباب وللاسف اصغر شخص في الستينات ، حتى المنسق الشبابي مغيب عن كل اجتماعات المكتب التنفيذي يعني "منسق شبابي" بالاسم فقط يعني بالعامية (( لا يهش ولا ينش )) اما انا فكنت ضابط ارتباط الهيئة العامة كان الشباب يسجلون في مكتبي وينتمون للحزب وفي اليوم الاخر يأتون منزعجين ويتوسلون باستقالات وشطب اسمائهم من الحزب نهائيا لان الشركة الفلانية او القطاع الحكومي الفلاني اشترط عليهم ان يكون غير حزبيين حتى يتعينوا في الوظيفة وهكذا استمر الحال فما كان من الشباب الا الابتعاد عن الحياة الحزبية خوفا من البطالة هذا هو السبب الرئيسي لن اذكر غيره لان باقي الاسباب مقدور عليها .
واخير اقول يجب أن يسمح للاحزاب بقبول الشاب الاردني المتحمس لخدمة وطنه عبر منبر الحزب وإذا بقينا كذلك سنحتاج عشرات السنين حتى نصبح دولة احزاب وحريات لأن محور ومركز السياسة وكل المجالات هم الشباب...
اذا باختصار الشباب في الاحزاب فقط اسماء دون اي دور ومغيبون تماما عن اي حدث
اتمنى من سيد البلاد التدخل شخصيا وحل هذه المشكلة واعطاء الشباب دور فاعل وناشط حتى يستفيد المجتمع والوطن من الطاقات المسجونة والحبيسة لديهم .