أورلاندو الأمريكي أو عمر متين الأفغاني المسلم، الذي قيل أنه ذبح 50 أمريكيا وأصاب 52 آخرين في ملهى ليلي للشاذين جنسيا بولاية فلوريدا الأمريكية، ليس داعشيا، ولا هو ملتزم دينيا، وبالتالي فإن إدراج ما قام به بأنه عمل إرهابي يجافي الحقيقة، لأن أفضل توصيف لما نسب إليه هو أنه نفذ عملية سياسية بامتياز جاءت لتواكب متطلبات المرحة الحالية التي تتطلب القضاء على داعش، تمهيدا لإطلاق النسخة الجديدة منه وهو تنظيم خراسان الذي سيعبث في إيران بعد ان مارس داعش عبثه في الوطن العربي، تسليما منا أنه كان بمفرده.
فقد أدى تنظيم الخوارج الجدد فرع الإستخبارات العسكرية السرية الإسرائيلية الخارجية "ISIS" المعروف بداعش مهامه بنجاج وأرسى حدود الشرق الأوسط الكبير بطبعته العربية، وسيأتي بعده تنظيم خراسان ليرسي حدود هذا المشروع الإسلامية، وسيبدأ بإيران أولا.
النمط الأمريكي في حسم القضايا، بات معروفا، فكما فهمنا من حيثيات عملية إنهيار البرجين في نيويورك في 11 سبتمبر 2011، حيث طلع علينا بوش الصغير متهما القاعدة بذلك، وأن أجهزة الأمن الفيدرالية الأمريكية عثرت على جوازات سفر الإرهابيين تحت انقاض البرجين !! رغم أن النيران التي صهرت الفولاذ في البرجين لم تنطفئ حتى تلك اللحظة، وبهذا كان الإتهام معلبا مما ينفي حقيقة أن احدا غير اليهود واليمين الأمريكي المتطرف لهم علاقة بالحادث.
قبل أن تجف دماء القتلى في الملهى المخصص للشواذ طلعت علينا صحيفة الاتهام الأمريكية بأن أورلاندو ينتمي لداعش وأنه بايعه قبل العملية، ولو احتكمنا إلى علم المنطق، لحق لنا أن نسأل: مادامت هذه المعلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمريكية، فلماذا لم يعتقلوه؟ ولماذا قالوا إنهم حققوا معه سابقا ولم يثبت عليه شيء؟
التدعيش حاليا مطلوب للأجهزة المعنية، وهو أن داعش الآن وهو بطبيعة الحال صنيعة أمريكية إسرائيلية بريطانية، أنجز ما أسند إليه وبات لزاما التخلص منه، ولذلك إكتملت في نظرهم العناصر المطلوبة وهي أن أورلاندو مسلم، وأن الضحايا وما أكثرهم أمريكيون وشواذ، ولذلك سيكون سهلا تزوير إتجاهات الرأي العام الأمريكي بالنسبة لإعلان الحرب على داعش، وسيقول الجميع هناك أنها حربهم...
من يدقق في الروايات المتعلقة بالجريمة وبالشخص الذي أسندت إليه الجريمة نجد إنفصاما بيّنا، فقد قيل أن اورلاندو غضب كثيرا عندما شاهد إثنين من المثليين يقبلان بعضهما بعضا في الملهى، فإستل سلاحه وفتح النار عليهما وحصل ما حصل، وهنا نحن نتحدث عن شخص واحد وليس عن مجموعة، ولذلك فإن قيام شخص واحد بقتل هذا العدد وجرح مثله تقريبا يدعونا للتوقف كثيرا للتدقيق.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه وبحسب رواية والده فإن اورلاندو ليس متدينا ولا علاقة له بالتنظيمات الإرهابية، كما أن هناك سؤالا آخر أكثر خطورة من الأول وهو : لماذا ذهب أورلاندو إلى الملهى وهو يعلم انه للشواذ، وليس بعيدا عنه أنه ملم بطبيعة الشواذ ؟
بالأمس القريب أعلن أن شابين فلسطينيين من الضفة الفلسطينية دخلا مطعما في تل الربيع "تل أبيب " وطلبا مشروبا وربما تناولا طعام العشاء ومن ثم قتلا أربعة إسرائيليين وجرحا ثلاثة آخرين، وبالأمس أعلن عن جريمة أورلاندو ويبدو أن هناك شبها بينهما يفضح الفاعل والمخطط والهدف.
تستطيع السلطات الأمريكية بعد جريمة أولاندو المفترضة أن تعلن الحرب رسميا على داعش لتغيير جلده، وإلباسه جلدا جديدا هو جلد خراسان، كما أجبرت القاعدة على تغيير جلدها وألبستها جلد داعش.