تعتبر اسعار الفائدة مؤشرا قياديا يسبق الدورة الاقتصادية ويعكس ثقة وتوقعات المستثمرين ازاء المستقبل.
لذا، نجد ان اغلب الاقتصاديين حول العالم يتابعون ويحللون تحركات اسعار الفائدة عن كثب لفهم ديناميكيات الاسواق ولبناء توقعاتهم حول المستقبل.
خلال الاسابيع الماضية، شهدت اسعار الفوائد طويلة الاجل في كل من اوروبا وامريكا واليابان انخفاضات كبيرة. تجلت بانخفاض اسعار الفائدة على سندات المانيا لعشر سنوات الى ما دون الصفر للمرة الاولى في تاريخها. الملفت في الانخفاضات انها تجيء بالرغم من ارتفاع اسعار النفط واعلان الفيدرالي الامريكي عن عزمه رفع اسعار الفائدة بشكل تدريجي وبحسب ما تمليه تطورات الاقتصاد العالمي، وهي عوامل من المفترض ان ترفع اسعار الفوائد لا ان تخفضها.
فلماذا انخفضت اسعار الفائدة اذن؟ باعتقادي ان الاجابة على هذا السؤال تتلخص بالنقاط التالية 1) ان المستثمرين لا يتوقعون ان تواصل اسعار النفط صعودها. يدعم هذا التوقع عودة منصات التنقيب عن النفط الى الارتفاع للاسبوع الثاني على التوالي بعد 41 اسبوع من الانخفاضات المتتالية . 2) ان النمو الاقتصادي لا يزال هشا وان المستثمرين يتوقعون المزيد من السياسات النقدية التوسعية الداعمة للنمو. 3) مخاوف المستثمرين المتنامية من احتمالية خروج
بريطانيا من الاتحاد الاوروبي او ما بات يعرف بال "بريكزيت". 4) مخاوف المستثمرين من الاقتصاد الياباني في ظل عجز السلطات النقدية عن تخفيض سعر صرف الين وقرار الحكومة تأجيل رفع ضريبة المبيعات في بلد يزيد فيها الدين العام عن 240% من الناتج المحلي الاجمالي.
الاقتصاد العالمي يعيش حالة من عدم التوازن تنعكس على الاسواق المالية بوضوح. اسواق السندات (اسعار الفائدة) تشير الى تخوف المستثمرين من ركود اقتصادي واسعار الاسهم ترزح عند مستويات تاريخية!
فاذا كانت اسعار الفائدة المتدنية هي السبب الوحيد وراء ارتفاع اسعار الاسهم، فاعتقد ان اياما صعبة تنتظر اسواق الاسهم.