ثمة أشياء انتهت موضتها تماماً في عالم الاتصال منها «رن وافصل»، وذلك بفضل المنافسة الشديدة بين شركات الاتصالات - الله يديم المنافسة يا رب - بحيث وصل سعر الدقيقة إلى فلسات قليلة وفي معظم الأحيان تتمتع بمكالمات مجانية لا تدري بدماغ مَن ستفرّغها فلا داعي للتوفير في أجواء البلاش التي نعيشها ...كما انتهت أيضا موضة المعاكسات ان يتصل عليك رقم ويضع لك أغنية تحبها او أخرى عتاب مثل : «حلو وكذاب « مثلاً ، أو أغنية فيها من الرجاء الشيء الكثير:
« مشتريكِي ما تبعيش « لهاني شاكر أو قطع علاقات ثنائية: «لا تردين الرسايل» ، فلا داعي لكل هذه الحيل بأصوات المطربين فقد أصبحت الأمور «سمردح» والعلاقات أوضح من العلاقات العربية الإسرائيلية ولا داعي لكل هذه المقدمات في الحب والهيام...
وبالرغم من ان موضة « الخربطة « بالأرقام ، والخطأ في الاتصال انتهت تقريباً في عالم « الديجتال «، حيث صارت الأرقام مخزنة كلها خلف أسماء مرتبة هجائياً على ذاكرة الهاتف بفضل الله ثم بفضل « اليبابنة «، الا أنه على ما يبدو لم تنتهِ هذه الظاهرة معي...
لا أستطيع ان أجزم ان كانت شركة او شخص (ابن حلال) من وضع رقمي على محرك البحث جوجل بمسميات مختلفة ، بحيث صرت أتلقى يومياً عشرات الاتصالات الخاطئة في أوقات متفرقة وعلى مدار الساعة .. واليكم هذه النماذج التي وصلتني خلال اليومين الماضيين .. بعد الرنة الثانية أجبته: الو نعم..
المتصل 1: بتعرف قديش بحكوا عليك بس والله بحبّك..
انا: الله يحبّك...المتصل 1: يا رب تنجح هاي السنة .. ويا ريتني بدائرتك والله لأصوت لك أنا وكل اولادي .. انا : عفواً مين طالب ؟؟ المتصل 1: مش النائب يحيى السعود ؟؟ انا : لا والله يا خوي .. المتصل 1 : مكتوب ع النت تلفون يحيى السعود .. أنا : عاد هاظا اللي اجاك !.
متصل آخر الساعة التاسعة صباحاً..» انت بركة وصوتك بركة وكلك بركة « فشكرته..فسألني:» شو مش رح تتفقدونا السنة « ؟؟ ،عفواً مين بدك؟؟ مش جمعية البركة الخيرية ؟؟؟ لا يا خوي..والله هيك مكتوب ع الجوجل..أنا: عاد هاظا اللي اجاك...متصل ثالث: يسأل عن صحة النائب مريم اللوزي يعتقد اني مدير مكتبها فأتمنى لها الشفاء.. يعتذر وأقول له : «عاد هاظ اللي اجاك»..ورابع : يريد ان يتكلم مع د.محمد نوح شخصيا وان الرقم وجده على الفيسبوك...الخامس: يريد بحث جنائي المفرق؟؟..والسادس: مستشفى البادية!!
اما اطرفهم فكان يوم امس ، فبعد ان قضيت يوماً شاقاً ومعاناة شديدة من العطش غسلت رأسي بالماء البارد ونمت تحت المروحة.. في تمام الساعة الثالثة عصراً رن الخلوي .. انا بنعاس وخدر شديدين..
ألو؟؟.
المتصل: كيف الحال يا طيب..
انا: هلا بيك
المتصل: عقبال عند حبايبك بدي أجوز الولد..!
انا: الف مبروك..حدا بتجوز برمضان؟؟؟
المتصل: مهو بدنا نحجز من هسع..ههههه لبعد رمضان!
أنا: تحجز شو يا خوي!
المتصل: مش انت المطرب إحمد القسيم!
أنا: لا والله يا خوي..
المتصل: يعني مش رقم إحمد القسيم..
أنا: لا يا حجي لا...
المتصل: عاد طالوه الولاد من المخسوف هاظا..قول معي...اللهم صلي على سيدنا محمد ..
أنا وبطولة بال: الف مرة .. شو هو اللي طالوه يا حجي بلا قافية ...
المتصل: طالوا رقمك من النت!.
أنا: لا والله مش تلفون احمد القسيم..
المتصل: برحمة أبوك ما انت احمد القسيم؟؟؟
أنا: قسما بالله ما انا أحمد القسيم...
المتصل: في رقم ثاني آخره 538 بيكون لاحمد القسيم؟؟
انا:ايوه هاظ رقم احمد القسيم..
المتصل: يعني لو أدق عليه بيجاوب..
انا: طبعاً حجي..دق وما عليك!..
المتصل: قسما بالله قالوله تلفون احمد القسيم...
انا: عاد..هاظا اللي اجاك

طيب اني شو دخلني باحمد القسيم؟؟

الراي