كانت المذبحة في اورلاندو.. وستبقى فيها. ولن تمتد إلى أي مكان.. لا الى افغانستان – بلد متين – ولا الى سوريا والعراق وليبيا وسيناء حيث داعش تخوض معاركها.
مذبحة اورلاندو حولتها معركة انتخابات الرئاسة الأميركية إلى مادة طازجة وملونة ومغرية: غطّت لغة خطاب ترامب العنيفة، واعطت لشعاراته حيوية واهمها عدم دخول العرب والمسلمين إلى أميركا.
بالمقابل فان السيدة كلينتون ليست اقل ذكاء في استغلال المذبحة. فالمجرم كان في يد F.b.i واطلق سراحه قبل أسبوع، وذهب الى متجر السلاح – وهو بالمناسبة متجر عادي كمتاجر العاب الأطفال – واشترى سلاحاً دون اي مشكل لان اسمه غير وارد في قوائم الشرطة. وذهب بسيارته الى حيث قتل خمسين وجرح مثلهم. فالمشكل هو مشكل عجز الامن، ومشكل قانون الاسلحة الذي يتيح لأي مجرم جديد ان يقتل.
في إدارة أوباما، لا توجد ردة فعل اميركية تعكس قوة الدولة العظمى.. فتعلن الحرب على سوريا او العراق او افغانستان مرة اخرى.. فهي ادارة تفكر، ولها عقل.. لكن ليس لها عضلات.
عند ادارة اوباما، فان الجمهوريين.. بوش الابن قارفوا اخطاء جسيمة، وردة الفعل هذه ليست كارثية. فاجتراح داعش كان نتيجة احتلال العراق, وامتدادها الى سوريا كان نتيجة «تحالف» اميركي مع الاسد الاب، ثم مع الاسد الابن.
ستتقبل الادارة الاميركية عزاء العالم بضحايا اورلاندو لكن لن يكون للمذبحة ما بعدها لا في الشرق الاوسط، ولا في اي مكان آخر ستكون مجرد مادة للدعاية الانتخابية.
ان هدوء ادارة الديمقراطيين في تعاملها السياسي مع نفسها ومع العالم ليست كما يبدو ادارة عاجزة او ضعيفة، او تريد الذهاب الى البيت بأسلم طريق وانما هي ادارة دولة قوية، لكن قوتها لا تحكم العالم ولا تريد ان تحكمه. فهذا عالم مليء بالتوترات والقتل والدمار ولا معنى لوضعه في الجيب.. لانه مزعج.
الراي