لماذا شارك "الاخوان" وشكلوا لجنة لقيادتهم؟
سميح المعايطة
12-06-2016 01:21 PM
تزامن مقصود كان بين إعلان حزب جبهة العمل الاسلامي، وهو القسم السياسي العلني في الجماعة، قراره المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة وبيان قيادة الجماعة غير المرخصة تخليها عن السلطة وتشكيل لجنة مؤقتة لادارة امور الجماعة لمدة عام, وهما قراران حملا اكثر من دلالة او رسالة, .. فلماذا شاركت الجماعة ولماذا جاءت اللجنة؟
1-ان الجماعة التي تعرضت للسؤال القانوني خلال الشهور الماضية وتم اغلاق مقراتها ومنعها من اي نشاطات كونها غير قانونية لم تكن قادرة على اجراء انتخابات لمكتب تنفيذي جديد رغم انها انهت انتخابات مجلس الشورى لكنها كانت عاجزة عن انتخاب مكتب تنفيذي ومراقب عام جديد خوفا من مواجهتها للسؤال القانوني وبخاصة ان الجهات الرسمية تتعامل بحزم في هذا المجال.
2- ان الجماعة وتحديدا قيادتها ومراقبها العام السابق تعترف من خلال قرار تشكيل اللجنة بعجزها عن حل الازمة التي يواجهها التنظيم الذي فقد نتيجة عناد ومكابرة قيادتها الصف القيادي الاول الذي توزع بين زمزم والجماعة المرخصة ومجموعة الحكماء التي تهدد بانشاء حزب جديد, وبالتالي فان استمرار المكتب التنفيذي المستقيل ومراقبه العام كان يعني مزيدا من الخسائر والانحسار, لكن هذه الخطوة في ابتعاد قيادة التأزيم اعتراف بوجود الازمة والعجز عن مواجهتها.
3- اما اختيار اشخاص اللجنة ومنهم رئيسها عبد الحميد الذنيبات ففيه خبث سياسي وفي نفس الوقت رضوخ لمنطق الدولة وايضا منطق خصومها, فرئيس اللجنة شخص معتدل جدا وله تواصل وقرب من الجهات الرسمية, كما انه اقرب في مواقفه الى الجماعة المرخصة وتيار الحمائم, وهو ايضا شخصية اصولها الجغرافية تجعله قادراً على فتح خطوط اتصال مع الدولة والجماعة المرخصة وزمزم والحمائم.
ومن جهة اخرى فان القيادة السابقة ومن تمثل رمي الكرة في حضن التيار الذي يمثله رئيس اللجنة وبعض اعضائها الذين كانوا يوجهون النقد للمكتب التنفيذي السابق, وكونها لجنة مؤقتة فان الفرصة متاحة بعد شهور لالغائها وانتخاب قيادة جديدة من التيار المتشدد لكن بعد ان تتحمل اللجنة مسؤولية فشل ادارة المرحلة اذا ما حدث ذلك, ولهذا فان اللجنة بما تمثل من تيار داخل الجماعة تتعرض لامتحان عسير وقد تتعرض للافشال من مجلس الشورى الذي يحتل التيار المتشدد فيه مكانا كبيرا.
4- اما المشاركة في الانتخابات فهو في سياق اختيار اللجنة اي رسالة التهدئة للدولة بان الجماعة تريد العودة الى بيت الطاعة, وتريد ان تكون جزءا من السياق السياسي الوطني, ربما تكون رسالة ايجابية وان كانت متأخرة لكن ما هو مؤكد انها لا تكفي لأن حجم الضرر الذي تركته سياسة الجماعة خلال السنوات الماضية وما مارسته من استقواء على الدولة اكبر بكثير من دلالات تشكيل لجنة او مشاركة في الانتخابات.
5-ان المستفيد الوحيد من المشاركة في الانتخابات هي الجماعة وحزبها, لأن الجميع اعتادوا على غياب الجماعة عن الساحة السياسية، والجماعة اليوم هي التي تحتاج الى ممر يخفف عليها ازمتها الداخلية والخارجية.
6-اما المشاركة فلن تكون سهلة على الجميع, وعليها ان تواجه المزاج المتشدد للقواعد الذي كانت القيادة تشحنه بالعداء والرفض لكل شيء. اما انتظارا للنصر الكبير في فترة الربيع العربي, او بالعداء للاخر سواء كانوا ابناء الجماعة الذين رفض نهج القيادة وخرجوا او للدولة باعتبارها من يستهدف التنظيم.
كما ان الجماعة ستواجه صعوبة مع الناس لأن هيبة التنظيم ضعفت نتيجة الخلافات والانشقاقات, كما ان وضعهم القانوني يجعلهم امام الناس في مكانة تختلف عما سبق حتى لو كانت المشاركة عبر الحزب المرخص, وحتى البرنامج فالأمر ليس سهلا في ظل كل ما يجري.
واخيرا فان القرارات الأخيرة التي تبدو ايجابية وفيها محاولة للتصالح مع الخصوم من خلال شخص رئيس اللجنة القريب من الجهات الرسمية ربما اكثر ممن هم خارج التنظيم الا ان الامر لا يخلو من المكر والخبث التنظيمي, والرغبة في رمي اعباء المرحلة على تيار الحمائم او من بقي منهم داخل التنظيم كما كان الامر عندما تم تحميل سالم الفلاحات المراقب العام السابق عبء مرحلة 2007 لينقض تيار الصقور على التنظيم.