فرص استثمارية بين الاردن وأذربيجان
السفير الدكتور موفق العجلوني
12-06-2016 12:54 PM
تتشارك المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية أذربيجان بروابط وصفات ووشائج عديدة لا اجمل ولا احلى ، و قد ختمت هذه الوشائج من خلال الزيارات المتبادلة بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و فخامة الرئيس الهام علييف ، هذه العلاقة التي ارسى دعائمها كل من جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه و فخامة الرئيس حيدر علييف رحمه الله.
وأهم هذه الروابط شواهد عديدة حية على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين ، ومن ابرزها تسمية احد شوارع العاصمة باكو باسم المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين و تسمية احد شوارع العاصمة عمان باسم فخامة الرئيس حيدر علييف رحمه الله.
لا اريد في مقالي هذا التحدث عن العلاقات الثنائية بين البلدين، باعتقادي ان كلا من اصحاب السعادة السفير الاردني في اذربيجان السيد نصار الحباشنة والسفير الاذري في الاردن السيد صابر اغابايوف يبذلان قصارى جهدهما لتعزيز العلاقات بين البلدين، وقد شاهدت بأم عيني النشاطات المعهودة لكلا اصحاب السعادة السفراء بتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات. وقد تشرفت بالمشاركة بالعرس الاردني الذي اقامه سعادة السفير السيد نصار الحباشنة في منزل السفارة في باكو بمناسبة عيد الاستقلال ومئوية الثورة العربية الكبرى والذي ضم كبار الشخصيات الآذرية والسفراء والدبلوماسيين وممثلي القطاعات الآذرية المختلفة والذين اشادوا جميعا بمستوى العلاقات الاردنية الاذربيجانية.
ما جذب انتباهي حقيقة، الاصرار الكبير لفخامة الرئيس السيد الهام علييف والسعي الدؤوب لتحقيق السلام في منطقة ناغورنو كرباخ والجلوس على طاولة المباحثات مع الجارة أرمينيا للتوصل الى حل مرض مع ارمينيا استنادا الى قرارات الامم المتحدة وانسحاب القوات الأرمينية من الاراضي الاذربيجانية وعودة المهجرين الى ديارهم واحلال السلام والوئام محل الخصام الذي مضى عليه أكثر من عشرين عاما.
من جهة اخرى لا يألوا فخامة الرئيس السيد الهام علييف جهدا بإعطاء اولوية الى الجانب الاقتصادي وخاصة بعد تأثر اذربيجان بانخفاض اسعار البترول وانخفاض قيمة العملة المحلية (المنات) الى ما نسبته ٥٠٪. حيث أصدر توجيهاته الى الحكومة بالاعتماد على سياسة جديدة بتنوع الاقتصاد الاذربيجاني، وعدم الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للاقتصاد الاذربيجاني، وإجراء عدد من الاصلاحات الاقتصادية، والعمل على جذب الاستثمارات الاجنبية حيث تعتبر اذربيجان بيئة جاذبة للاستثمار، وخاصة بعد اجراء العديد من الاصلاحات الاقتصادية الداخلية، والقوانين والتشريعات والمحفزات الاقتصادية للمستثمر الاجنبي في البلاد.
ومن خلال اطلاعي عن قرب على واقع الوضع الاقتصادي في أذربيجان و متابعاتي لنشاطات فخامة الرئيس و الحكومة الاذربيجانية و الدراسات والابحاث القيمة التي يقوم بها مركز الدراسات الاستراتيجية لدى رئيس جمهورية أذربيجان و تقارير البنك الدولي حول أذربيجان و الفريق الاقتصادي في جامعة اذربيجان الدبلوماسية ، اجد ان هنالك مجالات عديدة يمكن التعاون من خلالها بين الاردن و اذربيجان على مستوى القطاع الخاص و خاصة غرفة صناعة الاردن ، وغرفة تجارة الاردن إضافة الى تبادل الخبرات في مجال البتروكيماويات و الزراعة و النقل و المواصلات و السياحة ، حيث تحتضن كلا البلدين الاردن و اذربيجان مواقع تاريخية ، سياحية و دينية يمكن ان تكون مركز جذب سياحي و استثماري لكل من الاردنيين والأذريين .
ومن هنا ومن خلال العديد من اللقاءات مع عدد من المسئولين الأذريين في القطاعين العام والخاص، وكذلك مع المسولين الأردنيين وبالذات مع غرفة صناعة الاردن ورجال ألاعمال، وهيئة تشجيع السياحة، أرى ان تتم التحركات التالية على الصعيدين الاردني والاذري، والتي تتلخص بالنقاط التالية:
قيام معالي امين عمان السيد عقل بلتاجي بزيارة مدينة باكو والاطلاع على التقدم الحضاري والعمراني والجمالي للمدينة وتبادل الخبرات في موضوع تحسين المدن وإقامة توأمة بين المدينتين، والاطلاع على التجهيزات والاعدادات والترتيبات الرائعة لسباق فورمولا ١ الذي سيقام هذا الشهر في مدينة باكو.
قيام معالي وزير السياحة بتوجيه دعوة الى معالي وزير السياحة والثقافة الاذري لزيارة الاردن للتعاون في هذا المجال.
قيام معالي وزير الزراعة بتوجيه دعوة الى نظيره الاذري للتعاون في مجال الزراعة.
قيام معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية بتوجيه الدعوة الى نظيره الاذري للتعاون في هذا المجال.
قيام معالي وزير الصحة بتوجيه دعوة الى نظيره الاذري لزيارة المملكة للتعاون في هذا المجال وامكانية اقامة مصنع أردني للأدوية والعقاقير الطبية وكذلك للأدوية البيطرية في العاصمة باكو. ويمكن ان يكون استثمار مشترك بحيث تقوم الحكومة الأذربيجانية بتقديم البنية التحتية للمصنع.
التعاون في مجال الجامعات وتبادل الاساتذة وتدريس اللغة العربية للطلاب الأذربيين في الجامعات الاردنية.
التعاون في مجال النقل الجوي والركاب والمسافرين.
من الملاحظ ان مدينة باكو قد اصبحت لؤلؤة بحر قزوين ومنطقة الكاسبين وتتمتع بأكبر بولفارد في العالم، وقد امست هذه المدينة منطقة جذب سياحي اخاذة بجمال سحرها، واناقتها ونظافتها وجمال شواطئها واسوارها وابراجها القديمة والحديثه وكرم اهلها، يؤمها الزائرون من كل مكان وخاصة من دول مجلس تعاون الخليج العربية وخاصة بعد صدور مرسوم جمهوري بمنح تأشيرة الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي في المطارات الاذربيجانية، حيث نتمنى ان تطبق هذه المعاملة على الاردنيين بنفس الدرجة.
في ضوء ما تقدم، لا بد ان يكون هنالك تحرك مشترك من كلا الطرفين الاردني والاذري وخاصة القطاع الخاص نظراً لتوفر فرص استثمارية عديدة يمكن ان تساهم في رفع الاقتصاد لكلا البلدين نظراً لتوفر الارادة السياسية والعلاقات المتميزة بين كل من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه فخامة الرئيس الهام علييف .