يعتبر جهاز المخابرات الأردني الأفضل على مستوى المنطقة حيث انه يمتلك القدرة على جمع المعلومات، وتحليلها، وتقييمها، ومن ثم اتخاذ قرارات او إجراءات بناءً على المعلومات. إذاً ما الخطأ الذي حصل؟ ولماذا حصل؟ ومن المسؤل المباشر عن هذا الاختراق؟ كل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابات وافية وبشفافية، خاصةً وأن المعلومات التي رشحت من بعض المسؤلين تؤكد وجود إشارات ومعلومات تنُذر بامكانية وقوع هجوم ارهابي.
ولكني في مقالتي هذه لست بصدد البحث عن مدى يقضة اجهزة الدولة وقدرتها على منع وقوع هجمات ارهابية مخطط لها او فردية تحمل طابعا انتقاميا، ولكني تفاجأت بالكثير من الكتابات في الصحف والمجلات وحتى وسائل التواصل الاجتماعي والتي ما انفكت تنادي بوأد الفتنة وعدم الانجراف خلف الطابور الخامس.
كذلك، كان الالتفاف الشعبي هائلاً، وعبارات الاستنكار والادانة لا مثيل لها، بل ان الكثير من الزملاء الكتاب وحتى وزراء، ورؤساء حكومات سابقين قاموا بالكتابة لإدانة ذلك الهجوم الجبان ولم تخلوا كتاباتهم من الإشادة بالشهداء وضرورة تكريمهم، والتأكيد على اللحمة الوطنية وعدم الانجرار الى اتهام المكون الفلسطيني (كون الجريمة وقعت في مخيم البقعة) والإشادة بالاجهزة الأمنية الوحدة وضرورة دعمها.
في الواقع، لا اعلم لماذا كل هذا القلق والذي كان على اعلى المستويات على الوحدة الوطنية، فشعبنا لديه من الوعي والمعرفة ما يجعله يميز بين الخبيث والطيب، والمكون الفلسطيني هو جزء اصيل من الشعب الأردني ولا يكاد يخلو بيت من علاقات مصاهرة او قرابة او صداقة والاهم من ذلك كله الدين الاسلامي الحنيف الذي يوحدنا جميعاً، وبناءً على ذلك لم تعد لدى السواد الأعظم من شعبنا الابي فكرة الاتهام بسبب احداث سابقة، ونحن جميعاً في مركب واحد وما حدث في السابق ذهب وولى الى غير رجعه والاردنيون من شتى الأصول والمنابت يجمعهم حب الوطن والولاء لقيادته الهاشمية الحكيمة والتي استطاعت قيادة السفينة الاردنية في بحورٍ من الفتن والحروب الى بر الأمان.
الاردنيون يعلمون أن نعمة الأمن والامان ليست نتيجة القدرات العالية التي تتمتع بها اجهزتنا الأمنية فقط، ولكنها تعود أيضاً الى الوعي والمعرفة التي يتمتع به الأردنيون، فلا خوف على شعبنا من الفتنة، وعلينا جميعاً التركيز على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة دُعاة الفتنة والفرقة ودعم اللحمة الوطنية لما فيه من المصلحة للأردنيين جميعاً لحماية الوطن من اصحاب الفكر المنحرف ومن الحاقدين على نعمة الاستقرار والامان في ظل القيادة الهاشمية. حمى الله اردننا الحبيب من كل مكروه.
خبير فُض نزاعات