لم افكر يوماً بأن كلماتي ستكتب برحيلك ولكن قلبي وقلمي هما اللذان يعبران ويكتبان عن هذا الرجل الذي رحل بعد كفاح ستة عقود شهدت له برموز العطاء والكرم والتسامح والمتوجة بمحبة الجميع الذين أثبتوا ذلك وهم يشيعونك مساء الاثنين 30/5/2016 ويتوافدون بأفواج عفوية من أرجاء وطننا الحبيب لبيت العزاء بمسقط الرأس بالمزار التي بكت لفقيدنا الغالي المرحوم بإذن الله اللواء المتقاعد حسين علي سليم النوايسة " أبو محمد " ، والذي بدأحياته بأواخر الخمسينيات بزوادة الطريق " كسرة خبزٍ" ورشفة ماء من زمزمية والذي تجلد بالصبر وتحزم بحزام العزيمة والارادة العالية ولم يتأوه من وعورة الطريق التي شقها بالدراسة المدرسية بالمزار الجنوبي ، ثم إلتحاقه بكلية العلوم الشرطية بجامعة مؤته بفوجها الأول لتنطلق بعدها حياته العملية برتبة ملازم ثانب بشرطة اربد ثم لشرطة العاصمة وإدارة المعلومات الجنائية مديراً ولوحدة الأمن الدبلوماسي ومديراً لمركز السيطرة ثم نائباً لمدير الترخيص ونائباً لمدير شرطة الضواحي وبعدها مديرا لشرطة محافظات العقبة والزرقاء والمفرق ومديراً للاقامة والحدود ومديراً لشرطة اربد وقائد الأمن لأقليم الشمال ثم مساعداً لمدير الأمن العام لشؤون السير ثم مستشاراً لوزير الداخلية الليبي لشؤون الأمن الليبي وبعد هذه الجولة الحافلة بالسجل الناصع جاءت محطة التقاعد قبل عامين بمسيرة حافلة بالانجاز والعطاء اللامحدود والعمل الدؤوب عبر 33 عاماً لهذة الشخصية المتواضعة بمعنى الكلمة ، والذي نشأ وتررع وتعلم الوفاء ومحبة الوطن من بيت والده "أبا خالد " رحمه الله ورضع حليب الانتماء والنقاء والصفاء من والدته إبنة العمة الحاجة الفاضلة "ام خالد"رحمها الله والتي أرى بشاشة وجهها الطيب بـ " النجمة " والموروثة لإبنتها ام عاطف النوايسة .

فهذه هي الحياة كم هي قاسية عندما يمتزج الألم مع الشوق لرؤياك وإن شاء الله أن يتجدد اللقاء بالجنة ، والبركة تكون حاضرة بالأرث الطيب الذي تركته بالسمعة العطرة والطيبة وبخليفتك بعملك لنجلك الشاب الواعد والقادم النقيب محمد وشقيقه أحمد وابراهيم النوايسة ولهم الصبر والسلوان ولوالدتهم المربية التربوية الفاضلة ام محمد النوايسة حسن العزاء .

رحمك الله ياأبا محمد ، ودعوات محبيك لله الكريم بكرمه بشهر رمضان الكريم الرحمة والمغفرة والعتق من النار آمين آمين يارب العالمين .

والفاتحة على روح الفقيد وعلى أرواح أموات المسلمين جميعاً

الخال محمد سالم الطراونه ـ أبو ثابت