الأيام الثلاثة الماضية على صعوبتها وطولها ، الا أنها كانت فرصة تاريخية لمن يريد أن يدرس سيكولوجيا الشعب في "باكيج" واحد..فرصة تاريخية للمهتمين وللباحثين الاجتماعيين ليعرفوا مم يتكون الأردني؟..هذه التركيبة العجيبة من الطيبة والذكاء ،البساطة والقوة، العصبية والوحدة، الفقر والكرم، التهميش وحب البلد ..كلها مخلوطة في "مولينكس" الوطن..فما تراه الا جندياً وما تراه الا مسعفاً وما تراه الا قائداً وما تراه الا معلّما، وما تراه الا وطناً أسمراً يقول أنا الأردن...فتسجد شكراً لله أن هذا الشعب يُعتمد عليه..
منذ ثلاثة أيام وأنا أتابع كل ما يكتب على صفحات الفيسبوك..لم ألمس وجعاً أقل من وجع، ولم أر وطنية أعلى من وطنية، ولم أسمع صوتاً نشازاً أو حساباً فيه تشفٍ او تأييد لما جرى في البقعة، وكأن كل الأردنيين رجل واحد لكن بــ"بروفايلات" مختلفة...فتسجد شكراً لله أن هذا الشعب يعتمد عليه...
في كل المساجد هناك ألاف المصلين الغرباء ، هناك زوارا للمنطقة ، هناك مسافرين ، ولم يحصل يوماً أن يأتي أحد المصلين ليقول لآخر من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟ لكن عندما يلهم الله شاب عشريني ،جاء ليصلي في المسجد ويجعله يدقق في وجه غريب ، ثم يقترب منه ويسأل سلوكه المريب ،
فيكتشفه،ويجتمع شباب "العدوان" أحفاد ماجد.. ويخيطون الأحداث بذكاء ثم ينقضّوا عليه ويوثقوا رباطه ..تسجد شكراً لله أن هذا الشعب يعتمد عليه...
وبرغم فورة الدم في "السليحي"، بعد إقدام الجاني على إطلاق النار على الشرطي "احمد العدوان" وتركه بين الحياة والموت ، الا أنهم لم ينتقموا منه ولم يقتلوه ولم يبادروه اطلاق النار بإطلاق نار، تصرّفوا بحكمة وبهدوء أعصاب، وبحرفية أمنية رغم ان جلهم شباب صغار سهل استفزازهم ...هنا تسجد شكراً لله أن هذا الشعب يعتمد عليه...
عندما تنكشف هوية الجاني وتنشر صوره ويجرى لقاء مع والده على التلفاز..ومع ذلك تتصرّف عشائر الشهداء الخمسة بحكمة وبتقوى وبسجاياها العربية الأصيلة وإيمان لا نظير له بان: "لا تزر وازرة وزر أخرى"...تسجد شكرا لله ان هذا الشعب يُعتمد عليه..
أخيراً ، وليذهب كل الحديث عن الوحدة الوطنية إلى الجحيم..مقابل أن يكون جرّاح "احمد العدوان" بقعاوياً...هذه وحدها ترد على من يسأل :مم يتكون الأردن؟؟...
هذا الشعب يعتمد عليه صدقوني...فهو الرقم الصعب في حراسة الوطن وحب الأردن وبقاء الأردن .!!.
الراي