لا شيء يمنع الدولة العراقية من توظيف الجنرال الإيراني سليماني مستشاراً عسكرياً للحكومة، ولا يُعرُّ من جولاته على جبهات القتال في المحافظات، بالرغم من أن الجنرال سليماني وبقية الجنرالات لم يقدموا المشورة الفائزة لدولتهم في حرب الثماني سنوات مع العراق، وتسببوا في ارغام إمامهم الخميني على «تجرّع السم» والقبول بقرارات الأمم المتحدة، ووقف القتال مع العراق .
ومع الاحترام لرأي وزير خارجية العراق في قدرة الجنرال سليماني. فقد كان طيلة السنوات الماضية مستشاراً عسكرياً للقيادة السياسية العراقية، لكنه لم يحقق شيئاً، ولم يهزم داعش في أي معركة «قادها» طيلة سنوات .
هناك خجل.. نوع من الخجل في وجود الجنرال سليماني في المجاميع العسكرية العراقية. وهذا الخجل غير موجود حين يكون هناك آلاف المستشارين الأميركيين، والمدربين الأوروبيين.. وهذا يشكل عقدة لا نفهمها.
فما الفرق بين الجنرال سليماني وأي جنرال آخر، إذا كان الحال هو الحال.
مع أن العسكرية العراقية اثبتت في مواجهتها للإيرانيين وللإنجليز والأميركيين والإسرائيليين أنها عسكرية صلبة ترفع بها الرأس العراقي والعربي والمسلم. وكل هذا الذي يجري في العراق او سوريا او اليمن أو ليبيا انما يعود الى غياب هذه العسكرية التي لم تخذل العرب في كل معاركهم، ما عدا الحروب التي قادها الديكتاتوريون الذين فشلوا في قيادة جيوشهم، والبسوا شعوبهم وأمتهم ذلُّ الهزائم.
لا يمكن ان تنجح غزوة ايران او اميركا او بريطانيا في معارك الكرامة العربية.. والتاريخ يضع اصابعنا على المفاصل التاريخية التي انهزمنا او انتصرنا فيها، وعلينا في تعاملنا مع الجميع الذين يستبيحون وطننا أن نتذكر دائما قول المعلم:
إذا لم تكونوا أحراراً من أمة حرّة، فحريات الأمم عار عليكم!.
.. نعم هي كذلك