في بلد كالأردن.. يسهر سائقو سيارات التاكسي حتى الصباح ... تلف بهم شوارع وأزقة العاصمة من اجل التقاط راكب تقطعت به سبل الوصول إلى مأواه... بعد السهر في ليل عمان ... حيث لا عداد أجرة بعد العاشرة ليلا ... و"الفراطة" دوما غير متوفرة ... والسائق من يحدد الأجرة .... بحجة ارتفاع الاوكتان .. واشياء اخرى!!
فئة الموظفين ... والمواطنون المستخدمون لباصات النقل المتوسطة والصغيرة .... يعانون أيضا من عدم ثبات تعرفة النقل ... والسبب سعر الديزل واشياء اخرى!!
عامل محطة الوقود يستغلك أيضا ... هل نظرت يوما له وهو يملأ سيارتك بالوقود ؟ لا بد وان يترك هامش عشرة فلسات لصالحه من كل زبون يرتاد محطته ... بحجة تعويض ما قد يتبخر!!
هل جربت يوما أن تزن كيلو الخبز بعد شرائه من المخبز؟ ... حتما لا ... للعلم فقط ... الزنة لا تتعدى 900 غرام ويباع لك بسعر الكيلو ... والسبب الديزل والأوضاع التي يمر بها أصحاب الأفران !!
" حبة الفلافل " وصحن الحمص والفول ... طالها الجشع أيضا ... بحجة ارتفاع أسعار البقوليات والغاز ... رغم اعفاء أصحاب المطاعم الشعبية من ضريبة المبيعات !!
تجار الأرز والمواد التموينية ... وعلبة اللبن سعرها في تسابق مع الزمن ... وبائعو الخضار تجار لا يرون غير منافعهم الذاتية ... والكل يتذمر ... بحجة ارتفاع أسعار المحروقات !!
هل زرت أخي المواطن محلات الألبسة هذه الأيام ؟... الأسعار "بالعلا لي" ... لا حسيب ولا رقيب ... هل بمقدورك الشراء لأطفالك لعيد الفطر المقبل بعد أسابيع ؟ ... لا اعتقد ... تجار يتذمرون ... والسبب ارتفاع الأسعار عالميا !!
أسبوع على بدء العام الدراسي ... ورسوم المدارس الخاصة والقرطاسية واللباس المدرسي والمواصلات لحقتها موجة الغلاء ... ورمضان شهر الرحمة على الأبواب ... والشتاء بذيله....... والمواطن في حالة ترقب وتوجس وتفكير يكاد يعصف بدماغه!!
غش واستغفال وتحايل وجشع ... والمواطن المسكين هو الضحية ... والكل يضع اللوم على الحكومة ... وهذا ليس عدلا ... فنحن من لا يرحم بعضنا بعضا ... ونحن من ينهش لحم الآخر.. بحجة ارتفاع أسعار كل شيْ !!
فواتير الكهرباء والماء والهاتف ... طالها الارتفاع أيضا ... وضرائب اضيفت دون علمنا ... ولا نعرف ماهية هذه الضرائب ... والسبب ارتفاع أسعار المحروقات !!
قضيتنا مع المشتقات النفطية ... تتكرر ... فلا يمر شهر الا ويعيش الانسان الأردني أزمة مع احدى المشتقات النفطية , فقد تعايشنا مع هذه الازمات التي تلازمنا ... وتحولت الى حالات طبيعية في حياتنا اليومية.. لكن بقيت أسبابها متباينة.. والحكومة تثبت مصداقيتها كما وعدت ... ولجنة النظر بأسعار المحروقات ... تتابع شهريا السعر العالمي للنفط .. ليس " الخام" ... بل كل مشتق نفطي على حده ... ونحن من يتعايش مع أزمة النفط التي قد تتصاعد في أية لحظة.
أسعار المحروقات ما عادت مشكلة نتداولها كيفما اتفق ... إنما هي أزمة أضحت تضغط على كل مرافق حياتنا... لكن تبقى قضيتنا ليست مع ارتفاع سعر الاوكتان والديزل والكاز شهريا أو انخفاضه ... لكنها تبقى مع من رفعوا أسعارهم بسببها ... ولا نظن أن شيئا ارتفع سعره سوف ينخفض ... نتمنى أن يفعلوا ذلك كما وعدت الحكومة وخفضت أسعار المشتقات النفطية – رغم نسبة الانخفاض البسيطة – لكنها فعلت .. فهل يفعلها التجار وأصحاب القطاعات الأخرى رفقا بالمواطن المغلوب على أمره .. نتمنى ذلك!!
Zubi1965@hotmail.com