هي الشهادة التي وعدنا الله ووعد المخلصين المدافعين عن امن وامان الناس الذي يتفانون في خدمة اوطانهم ومواطنيهم هذه هي النتيجة الطبيعية لمن يتصدون ببذل المهج والارواح التي تغدو رخيصة من اجل الاوطان ، ولان ايادي هؤلاء القتلة المجرمين ملطخة بالدماء في كل الاوقات والازمان والبلدان فلا يضيرهم مكان ولا زمان ولا قداسة ارض او قداسة شهر مثل رمضان المبارك.
تحضرني اثناء كتابة هذا المقال صورة امهات الشهداء الخمسة وهن يتجهزن لوداع ابنائهم الوداع الاخير وهن اللواتي كن ينتظرن قدوم الغروب لتجتمع اسرهن وابنائهن جميعا لكن مشيئة الله وقضائه وقدره هو الذي سبق ، تعبرني الان دمعه من الوريد الى الوريد كلما تمر بي تلك الصورة لأمهات الشهداء الخمسة وامهات شهداء الوطن جميعا وذويهم.. لكني يا امهات الشهداء ادعو الله ان يربط على قلوبكن ويعطيكن الصبر فهذا قدر الأردنيين الاوفياء وابناءكن ليسوا اول قافلة الشهداء وليسوا اخرهم فما يميز الاردنيون اننا ابناء وطن كلنا مشاريع شهادة وشهدائنا يملؤون البيوت والذين يتمنون الشهادة من الشرفاء الاوفياء سواء من رفاق سلاح ابناءكن او من ابناء الاردن في شتى ميادين العمل والعطاء كثيرون بحجم هذا الوطن ومدنه وقراه وبواديه فكلنا يقف على ثغرة من ثغور الوطن و كلنا يحمي الوطن بطريقته.
يا امهات الشهداء ويا اباءهم واخوانهم وذويهم جميعا اعرف ان الواقعة والفاجعة ثقيلة ولكن اعلموا ان الأردنيين اليوم كلهم يقفون معكم وكلنا تأثر كما لو ان احد هؤلاء الشهداء ابنه او اخية لان كل من يبذل روحة رخيصة في سبيل حفظ امن وامان الوطن هو ابن واخ لكل اردني واردنية وما دمنا على هذا الحال من الوحدة والتوحد صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية المظفرة فالأردن هذا الوطن الشامخ سيبقى عصيا على كل مجرم وكل ارهابي جبان وخائن لنفسه ولدينه ولإنسانيته.
اعرف جيدا لماذا يستهدفنا الارهابيون الجبناء لأننا سنبقى اليد القوية التي تضربهم وتضرب ارهابهم ، سنبقى كلنا جنودا يتقدمنا قائدنا الهاشمي في محاربة هؤلاء الارهابيين الجبناء ، يستهدفوننا اليوم لان من اعلى الاصوات التي فضحت عقيدتهم واوضحت زيف صورتهم البشعة التي يرسموها لديننا الحنيف دين الرحمة والتسامح الدين الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ورحمة للناس كافة وليس لإيذائهم او قتلهم في شهر رمضان المبارك.
يستهدفنا الارهابيون لأننا اعلنا الحرب على الارهاب وعلى المجرمين ولكننا سنبقى في خندق هذه الحرب عليكم ايها المجرمين ولن تأخذنا بكم رحمة او رأفةلأنكم لا تستحقون ذلك ولا مكان لكم بين الانسانية التي انتم عنها خوارج ولا تنتموا لأي دين او انسانية او طائفه عرفتها البشرية فانتم اقذر ما عرفت البشرية وابشع ما مر عليها وربما سيمر.
في النهاية ربما وددت الان ان امسح دموع الامهات امهات الشهداء بيدي واقبل رؤوسهن واقبل اياديهن ولكن كان الله معكن يا امهات الشهداء واعرف ان وقع الفاجعة ثقيلا على الامهات عظيم في نفوسهن وهن يودعن ابناءهن الشهداء الابطال وداعا اخيرا في اول ايام رمضان المبارك الذي كن يتجهزن فيه لاجتماع الابناء والبنات حولهن ولكن هذا الاجتماع على مائدة الإفطار للصائمين هذا اليوم سينقصه شهيد بطل وجندي اردني اصيل ووفي لدينه ووطنه وقيادته بطل اردني لقي ربه صائماً فهنيئا له بالشهادة و ربط الله على قلوب امهات وآباء وذوي الشهداء الابطال وحفظ الله هذا البلد بقيادته الهاشمية المظفرة.

"الراي"

Sad_damesr83@yahoo.com