دائرة المخابرات العامة والوجه الحضاري للأردن
08-06-2016 01:50 AM
الدكتور أحمد منصور الخصاونة/ الجامعة الهاشمية
مما لا شك فية بأن تاريخ دائرة المخابرات العامة لهو تاريخ حافل ويعد رمزاً من رموز النظام وأكثرها إلتصاقا بالوطن .
ويعتبر كادر المخابرات العامة هم الأكثر ولاءا وإخلاصا وتفانيا وعلما وثقافة وتضحية ويعتبر كادرهم الاكثر تقديراً ربما لأن الشعب يعلم دورهم الهام والحساس الذي تضطلع به المخابرات العامة في الحفاظ على الأمن القومي والدفاع عن سيادة الدولة وتوفير الأمن الى المواطن فهم جنود مجهولون . فلقد تأسست دائرة المخابرات العامة في عام 1964 بموجب القانون رقم (24) لعام 1964 .
وعند التأمل بالمشهد وعبر ما يجري في دول الجوار من فوضى وحروب وأوطان بأكملها تفتقر للأمن والأمان، من جراء التعسف والقهر والبطش، وشعوب مرعوبة ؛ ما يدعونا للابتهال الى الله تعالى حمدا وشكرا على اننا في «الأردن» هذا البلد الآمن المطمئن الأمين، ونحن نحظى بنعمة الأمن التي تسيج طهر بلدنا، وقد اصبح نموذجا للطمأنينة والأمان.
وكانت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الى دائرة المخابرات العامة اليوم وقد أطل جلالتة في ثاني أيام رمضان ليرسل رساله لكل المواطنين بأنهم متساوون وان عين أبي الحسين ترعاهم وأن الجيش العربي الأردني والأجهزه الأمنيه هم الأمناء على صون البلد وحفظ أمنه معتزا بهم وبمرتباتهم والأشادة بتفانيهم في اداء واجباتهم وإخلاصهم والجهود التي يبذلونها في حفظ أمن واستقرار المملكة.
وما زيارة جلالتة للدائرة الأمنية التي يعتبرها الأردنيين من شتى الأصول والمنابت في المدن والقرى والمخيمات والأرياف والبوادي محل اعتزاز واحترام وهم ينهضون بواجباتهم برقي وحضارة في ظل أجواء ديمقراطية في سياق المسيرة والقيادة الخالدة التي أرسى قواعدها كوكبة من الهاشمين العظام والتي عملت على تقوية أركان الدولة الأردنية وما ينعم بة هذا الوطن الكبير من الأمن والامان والطمأنينة. وطنا يزهو بنهضته وأمنه واستقراره وتطوره.
هذا كله لم يأتِ صدفة أو ضربة حظ؛ لكن هناك رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بأن يكونوا الاوفياء لوطنهم، يدفعون عنه الأذى، وهم يتفانون بالعطاء والبذل بصمت وهدوء بلا ادعاء.. هم رجال ما بدلوا تبديلا عن محبة الاردن وحمايته.
يسهرون حتى ينام الناس بأمن وأمان، متربصين لأعداء الوطن كل مرصد، يعملون بصمت ويتوشحون بالاقدام والشجاعة، لنقرأ البشرى تزين وجوههم الوضاءة والنصر والصبر القادم من طهر دائرتهم الموقرة في شارع الشعب الذي يسكن الوجدان الأردني.. شوقا وعطرا ونسائم غوث وبيارق شهامة كما حفل حديث جلالة الملك بالكثير من المحاور والمعاني والعناوين الهامة، حينما تحدث جلالتة وقال انهم 'صمام الأمان والاستقرار وخط الدفاع الأول عن الوطن، وتضحياتهم وعقيدتهم الصلبة في الذود عنه وحماية مصالحه، هي موضع فخرنا واعتزازنا دوما'؛ وان الأردن 'مستقر، بعون الله، وأمنه راسخ، بهمة النشامى في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية'. فكان من حق الملك علينا، ومن واجبنا، أن نتوقف عند هذه الكلمات واغتنام الفرصة الذهبية التي تجسّدها عملية الالتفاف الشعبي الواسع حول جلالتة وقيادته الحيوية لمجتمع عربي هاشمي اسلامي دولي يتوق إلى العدالة والشفافية والانفتاح والإبداع والانطلاق نحو آفاق رحبة واسعة والتركيز على اجتماع الكلمة، والوحدة الوطنية، التي نعيشها اليوم والتي يعرف الجميع أنها مقدسة عند الملوك الهاشميين، ليس ابتداء من عند الملك المؤسس عبدالله الأول، ولا انتهاء بالملك المعزز عبدالله الثاني، وإنما هي سمة توارثوها قبساً من الرسالة النبوية ومن الديانات السماويه، ويحافظون عليها، إلى أن يرث الله الارض وما عليها.
فالملك كما يعرفه الاردنيون والعرب والعالم هو الشجاع في قراراته يجتهد ويشاور ويأخذ بالرأي "وأمرهم شورى بينهم" ثم يمضي.
فالاردن سيبقى بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة البلد الآمن المستقر واحة امن واستقرار وملاذ لكل العرب وان المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة مليكها الشاب تتمتع بموقع الصدارة في عالميها العربي والإسلامي وتحظى باحترام المجتمع الدولي لنهجها الوسطي المعتدل وأصالة مواطنيها من جميع الأصول والمنابت وتساويهم في الحقوق والواجبات والتفاف شيوخ وحكماء عشائرنا حول القيادة الهاشمية.
من يستطع أن ينكر أن الشعارات التي تنطلق من الأردن – الأردن من جميع المنابت والأصول، على قدر أهل العزم كلنا الأردن، الأردن اولا- كلها لها معاني نبيلة سامية مستمدة من شرع الله وسنة رسوله وان أهل العزم والسداد هم في مقدمة الركب ليقودوا دفة الحكم مع جلالة الملك المعظم ويقدموا له المشورة ويدعون الله بأن يحفظ الأردن بقيادته الهاشمية الذي سيبقى عصى على المارقين واحة امن وأمان للعالمين العربي والإسلامي.
ان المجال يضيق على سعته لتحليل حديث الملك فهو واضح جلي لا غموض فيه فنحن من خلفك يا سيدَ البلاد، وهذا الوطن النبيل، بشعبه الأصيل، مؤمن بالغد الأفضل، وبالبناء والتعمير.