أشرقت الشمس لتعلن يوم جديد واكتشاف سر جديد من أسرار الكون.. , توجهت أثناء دراستي الجامعية الى القاعة لتقديم إمتحان نهاية الفصل الدراسي ومشاعرى ممزوجة ب الإستعداد والارتباك من الأسئلة المتوقعة ,على الرغم من دراستى للمادة الإدارية البحته بكل معانيها الإستراتيجية .., دقائق ووقعت المفاجأة للجميع من قبل أستاذنا الجامعي عند دخوله فارغ اليدين وطرح سؤال واحد فقط بشكل مباشر "تحدث عن البيئه؟"

تعالت الأصوات داخل القاعة من قبل الطلاب، مطالبين ب اسئلة متعددة أو إختياريه، بسبب خوف المتقدمين من عدم قدرتهم على الإجابة ,إلا أن الأخير تعهد بعدم رسوب أي طالب, بشرط الإجابة بكل ما أوتينا من علم .

وبعد جدال عميق , استطعنا بفضل الله ومنه من الإجابة بناءا على دراسات سابقة لمواد مختلفه وتراكم الخبرات العملية المتواضعة مما علمني ربي .

*وعندما انهيت المرحلة الجامعية ..، دخلت الحياة العملية بشكل مكثف .. أدركت بعد قطع جزء كبير من الطريق بأن النجاح يعتمد على دراسه البيئه , اي أن سنوات الدراسة لم توفي الحق في تعريف الحياة وكيفية التعامل معها , فقط كان السؤال الذي طرحه الدكتور في نهاية الفصل بمثابة" درس الحياة" .

وللتوضيح أكثر..., إذا نظرت للطفل صاحب الجسم الصغير , لايستطيع تعلم العادات والتقاليد واللغة إلا بمشاهدة الحركات والإستماع للغة الام والأب.., وتحديد دين الطفل يعتمد على المكان الذي سيتربي فيه , فهو على فطرة الاسلام فأبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.
وعند بلوغه .., إما أن يكون صالح أو طالح بناءاً على بيئة الأصدقاء ,فالصاحب ساحب "انما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحاملِ المسك، ونافخِ الكِيرِ "

واذا عدنا للروايات السابقة ..., فمعظم القراء سمع بقصة الرجل الذي قتل 99 نفس بشريه، وعندما أراد التوبة والتقرب الى الله, أبلغه رجل عالم بضرورة الذهاب الى أرض وأناس يعبدون الله جل سبحانه..... وهذا دليل قاطع على أن تاثير البيئة المحيطة تتحكم بشخصية الإنسان .

حتى الأمثال العربية وضحت مانقصد ف " اذا جاورت السعيد تسعد واذا جاورت التعيس تتعس "

*واذا أردنا معرفة سبب نجاح مؤسساتنا ومصالحنا التجاريه ؟؟ سنلاحظ السبب يعود لدراسة الموارد البشرية والسياسات والقوانين والأنظمة الخارجية والداخلية "اي البيئة ".

فصاحب المحل التجاري لضمان نجاحه لابد من معرفة ظروف العمل والموظفين والمعدات والأدوات المستخدمة وقدرته الإنتاجية..، بعد ذلك يقدم الخدمة بناءا على القوانين الخاصة بالإنتاج والأنظمة والموقع والمنافسين وظروف المواطن الإقتصادية...

فمؤسسه لتقديم الوجبات السريعه تلقب ب" M " إستطاعت الوصول لأكبر حصة سوقية بعد دراسة البيئة الداخلية والخارجية لكل مؤسسه منافسه على حده , حتي أصبح شعارهم التميز للسيطرة على أسطول الوجبات السريعة , وتجاوز نجاحهم باعتماد خطواتهم ك أساس العمل فى محلات الوجبات السريعة العالمية لإرضاء الزبائن .

قل لي ماهي بيئتك ؟ أقل لك من أنت .., فالعظماء حولوا ما بأيديهم الى أفعال يريدونها بدراسة الظروف المتاحه والمحتمل حدوثها ...

كل عام وانتم بخير.