أهالي الشهداء العظماء تلقوا خبر استشهاد أبنائهم و واروهم الثرى منهم إبن أحد الشهداء طفل مشى بخطى واثقة لقبر أبيه لا نعلم مدى ادراكه لكل ما يحدث ،سوى أنه فقد والده لينشأ بفخر كإبن شهيد، وشهيد ودع أمه وهي تحضر له زاده ليلتحق مع كوكبة شهداء الحق الخمسة؛ فقد زفوا فرسان الحق شهداء إلى السماء في أول أيام رمضان.

وقع خبر استشهاد خمسة من نشامى المخابرات فجر أمس الأول من رمضان بهجوم ارهابي على مكتب المخابرات البقعة ،ثقيل صاعق ومدى قدرة التصديق منذ تداوله بين مجموعات الاعلاميين إلى أن تم اعلان تصريح رسمي من وزير الاعلام الدكتور محمد المومني باستشهاد نشامى الواجب، الخبر الصادم الذي يجعلك محل الدهشة في استيعاب مجريات الأمور فخمسة شهداء تسحروا ليلاقوا ربهم برصاص ارهابي مباغت فجر الإثنين ،التوقيت بالزمان والمكان غير مألوفة عادة ،والتساؤل ما الذي حدث فعليا؟؟ مع تأكيد التصوير بالكاميرات للحظة دخول المجرم المكتب يحمل الصفة الأمنية العليا يصعب دخولها، والقدرة على اطلاق الرصاص بكل حدب وصوب، وقدرته بعد عملته الخسيسة على الخروج من المكتب بيسر، وكما هو معلوم أن المجرم يحوم حول جريمته كالثعلب بعد انتهاء الفعل الجرمي، تم القاء القبض عليه في نفس ليلة ارتكاب جرمه الارهابي في تسوية مسجد اختبأ فيه محملا بالرصاص وسلاح أبيض، وبجهود من أبناء المنطقة وإصابة اثنين بالرصاص أجريت لأحدهما عملية ليلة أمس ويتماثل للشفاء مع رفيقه، وجهود الأمن والعمليات الخاصة المثمنة في القاء القبض على الإرهابي وتمشيط المنطقة أمنيا.
وكما تم التداول فإن الإرهابي عمره 22 عاما وموقوف سابق لتخابره مع داعش،الذي يجعلنا اليوم نقف وقفة وطنية واحدة في تنفيذ الإرادة السياسية لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف العابر للحدود، فمحاربة الفكر بالفكر أصبحت واجبة وبإلحاح لأن التطرف يصل مكثفا بسبب انفجار تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الإجتماعي.
نحن بحاجة فعليا إلى استراتيجية في الميدان وصولا لكن مكان من المملكة للتوعية في المدارس والجامعات ودور العبادة، فلم نعد بحاجة أن نكتفي بسماع بعضنا في المؤتمرات والفنادق ،نحن بحاجة أن نصل إلى جميع القواعد الشعبية لمن لا تصلهم أي وسيلة من وسائل التوعية وسهولة التأثير عليهم من طفيلي الفكر المتطرف،هي رسالة إلى وزارة التربية والتعليم ،ووزارة التعليم العالي ،و وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ،و وزارة الاعلام ،و وزارة التنمية الاجتماعية ،و وزارة الشباب؛لأننا نتحدث عن مؤسسات التنشئة الإجتماعية التي من خلالها نحترز من الخطر المحدق بالشباب ووابل استقطاب المراهقين للفكر المتطرف، والتركيز على النساء في كل محافظة وألوية وبادية فهن من ينشأن ويربين ويوجهن شباب بلدنا،و علينا ادراك أن لجهل وضلال ممكن أن يوجهه عقل ارهابي متطرف مدبر ينفذ عن ضلالة تؤدي إلى كارثة، هو نداء لكل الأطراف المكلفة تحفيز وتفعيل الوقاية من الجذور وليس البحث عن علاج بعد الإصابة بمرض التطرف والفكر الإرهابي، والمسارعة في التشبيك إلى الميدان بين الجميع أولوية وواجب وطني.
رحم الله شهداء الواجب،، شهداء الحق وبوركت أيادي الأجهزة الأمنية ليبقى الأردن درعا حصينا في وجه أي منتهك لحرمة الشهر الفضيل والشرائع السماوية، وضد أي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان لأن حق الإنسان في العيش مبدأ أصيل، ما حدث أمس جعلنا في حالة غير مألوفة، لكن أكد على وحدتنا الوطنية وفطرة الشعب الأردني ولحمة النشامى والنشميات لعيون وأمن أردننا قيادة وشعبا.