حينما يدفع الأردني دمه سبيلاً لوطنه واستقرار أمنه تكون الحكاية أخرى وأبعادها أعظم.
يتفاخر الأردني وهو يشكُّ في مارق عبر طريق فيضع روحه في كفه وسلامة وطنه في اخرى ..
فيقوم وأهل حارته بالقبض على الجاني او المشكوك في امره قبل الامن على اعتبار انهم خفر حقيقيون فداءً لتراب الاردن.
العشائر التي ينالها نصيب من نقد جاهل مبني على تفهم لدورها الاهم، والمطالبة بكف يدها او انتقاص حقها كانت على دوام عمر الوطن قبل استشهاد وصفي التل ومروراً بالقبض على ساجدة الريشاوي الى القبض على مجرم البقعة وسفاحها الحاقد محمود حسن علي، هي من تذوب بدمها وروحها دفاعا عن التراب والناس المطمئنين في بيوتهم وبنوكهم ومكاتبهم ومزارعهم وطرقهم وهي من تلقي القبض وتكون الخفارة الحقيقية بـ"القنوة" على مدار الساعة من دون سلاح مهرب او رشاش مسروق او محرض مستتر تقديره خائن للعِشرة وللفضل والعروبة والاسلام.
حينما ندافع عن وعي العشائر واهمية سلامتها ، لا نقف عند عدواني او حِسني او عبادي او بلقاوي او شمالي او جنوبي مدني فقط بل عن ابنائهم الذين يقضون شهداءً في الحدود وعلى الطرقات الخارجية حفاظا على سلامة وامن الوطن.
امتلأت وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بالعشرات من الاسئلة حول جريمة مخابرات البقعة وبينهم الشاب الصغير سناً عمر الحياري الذي قضى غدرا فقبل ان يستعد للزفاف والسكن بمنزله الجديد وهو الوحيد على خمس بنات لوالديه رحب وهو في ثكنته فجر اليوم الاسود بالمجرم الذي صافحه ظناً انه صاحب حاجة لينال منه غدرا وخيانة هي عادة الذين لا يرعون في الله إلاً ولا ذمة.
الأسئلة بعضها مشروع، فيما بعضها الآخر غادر أو يستهدف الاساءة الى وحدتنا رمز امننا واستقرارنا وان خرجت احيانا حماساً دون وعي بخطورتها على تماسكنا ويدنا الممتدة لكل من يفيء الى بلد هاشمي تميز بهذه الصفة والتصقت به بفخر انه اخ العروبة والدين يقتسم لقمته مع من يحتاج.
خلاصة القول ان الخفارة بالنسبة للاردني دم وروح، تربى على رائحة الجندية المعطرة، يحب "القايش"و"البراصو" و"النافي" و"دكان الجندي"و"السوق الاستهلاكية العسكرية" و"البصطار" و"التايد" و"السيرف" ودخان "كمال" و"ملبس عيد الاسراء والمعراج" و"المولد النبوي" ووو..
حمى الله الوطن المبتلى بمن ليس عنده ذرة ايمان به، وسلمت الايادي المخافير دون انتظار وسام او شرهة او منصب او ترقية .. والله وحده الحافظ.