فريحات يكتب: شهداء الوطن يموتون صائمين…!
محمد خير فريحات
07-06-2016 10:54 AM
لا تحزن يا عم أحمد، فولدك العريف عمر الحياري ومعه رفقاؤه الأربعة ذهبوا جميعا شهداء، في مقعد من رياض الجنة، هناك مع العليين الى جانب رفقاء السلاح معاذ وراشد…
لا تحزن على فراق عمر، وأنت الذي نذرت روحه الطاهرة فداء للوطن ولأمن واستقرار الوطن…
هؤلاء هم شهداء رمضان، ضحّوا بأغلى ما يملكون في سبيل الاردن…
عندما استشهد هؤلاء كانوا صائمين في صبيحة أول أيام الشهر الفضيل، وكانوا يؤدون واجبهم الوطني، كانوا يسهرون على أمن واستقرار الوطن…
لا تحزنوا يا شهداء الحق والواجب، يا شهداء الوطن، فالمخابرات الاردنية الساهرة على أمن الاردن ألقت القبض على المجرم الذي نفذ هذا العمل الجبان الرخيص، وسينال هو ومن يقف وراءه عقابهم الذي يستحقونه من خلال محاكمة عادلة تقتص من المجرم وتأخذ بحق الضحية…
فلتُبلِّغوا يا شهداء الحق معاذ وراشد كيف كان انتقام الاردنيين من قتلتهم! فلتبلغوهم كيف يكون غضب الاردنيين عندما ينفذ صبرهم! ولتبلغوهم أيضا أن غضبنا وانتقامنا من قتلتكم لن يقل عن غضبنا وانتقامنا من قتلتهم!
الهجوم الدنيء الذي نفذه هؤلاء الجبناء على مقر تابع لدائرة المخابرات العامة وهي جهة كبيرة تمثل رمزية سيادية للاردن، إنما أرادوا من خلاله النيل من سمعة الأمن والإستقرار في المملكة وسيادتها، ولكن محاولتهم باءت بالفشل، لأنهم يواجهون في كل مرة أقوى جهاز أمني يقظة وحرفية ومهنية على مستوى المنطقة، ولأنهم بأفعالهم هذه يوحدون كل أطياف الشعب الاردني الذي يقف صفا واحدا موحدا خلف أجهزته الأمنية ومؤسسات الدولة كافة…
ما يتعرض له الاردن عبارة عن مواجهة مفتوحة بين قوى الاعتدال والخير على مستوى المنطقة والعالم وبين قوى الظلام والتطرف والغلوّ…
لكن ما لا يدركه أولئك القتله الجبناء هو أن الشعب الاردني كله يلتف الآن حول قيادته وحول أجهزته الأمنية والوطنية في أقوى صور التفاعل بين الشعب والوطن والقيادة، وهذا أبلغ رد على كل من يفكر باستهداف أمن واستقرار الاردن ووحدته وسلامة مواطنيه…
صحيح إن قلوب الاردنيين مكسورة اليوم حزنا وحسرة على مُصابهم الجلل، ولكن رؤوسهم مرفوعة شامخة بتضحيات أبنائه، وببذلهم الغالي والنفيس في سبيل رفعته، وفي سبيل حماية أمنه واستقراره… رؤوسهم شامخة بالكفاءة العالية لأجهزة الوطن الأمنية وقدرتها العالية على الدفاع عن إستقراره وحماية منجزاته…
حصلنا على إنتقامنا، ولا نريد غير ذلك، بإنتظار أن نرى المجرم الخسيس في محاكمة تشفي غليل الاردنيين جميعا، وتبعث برسالة حازمة قوية لكل من تُسوّل له نفسه العبث بأمن الاردن واستقراره وأمن مواطنيه بأن مصيره جهنم في كل الأحوال… في السماء أو الأرض!