حكاية الخمسة القادمين مـن عجلــون للانـتـحـــــار
جمال العلوي
06-06-2016 01:21 AM
اخيراً، وجدنا وسيلة اعلامية تبحث عن الاجابات التي غابت عن الجميع في حكاية الشباب الخمسة القادمين من عجلون للانتحار في عمان على عمارة الداخلية، قبل عدة اسابيع وهي الحادثة التي اثارت اهتمام المواطنين .
شكراً لصحيفة العربي الجديد ومراسلها في عمان الذي تمكن من طرح الاسئلة المهمة على الشباب الخمسة حتى يتيح لنا أن نعرف لماذا بادروا للانتحار انهم اقدموا على محاولتهم «لان الحياة في ظل الفقر والحاجة لا تختلف عن الموت «هم يصرخون بأعلى الصوت نحن نعيش من قلة الموت، كم هي صرخة مدوية يجب أن تصدح اثارها في كل ليالي عمان احدهم متزوج وله ثلاثة اطفال قال « لا امل في ايجاد وظيفة في قرية عرجان قرب عجلون «لذا عقدنا العزم على ان نصل الى عمان على امل ايجاد وظيفة طرقنا ابواب فنادق ومصانع ومطاعم لكن عبثاً بلا امل.
فقدان الامل كما كتبت سابقا عند وقوع الحادثة هو «الذي دفعنا للانتحار «عند اول عمارة مهجورة وهم لا يعرفونها مسبقاً . تلك العمارة التي صعدوا الى سقفها بحثا عن ملاذ اخير في الموت .
ويعترف « رائد» اكبر الشباب انه لم يدفع ايجار بيته منذ اكثر من عام وهو مهدد بالطرد، نعم انها حالة فقدان الامل هي التي تدفع الشباب للبحث عن وسيلة للانتحار او اشعال الذات وليست اسبابا نفسية او امراضا نفسية كما تحاول بعض التفسيرات أن تبرر ذلك.
جيل محبط بلا امل، بلا وظيفة ، بلا راتب اعالة، بلا مستقبل، ماذا تنتظرون منه هل تغضبون لانه قد يخترق او يتم اصطياده من الجماعات التكفيرية وانتم تمارسون لعبة الفرجة.
مطلوب من الدولة أن تعي واجبها وتبحث عن حلول ابداعية للحد من الفقر والبطالة عبر مساهمة الجميع في جلسات عصف ذهني بلا كاميرات او تصوير للوصول الى حلول تقوم على العدالة والشفافية وفتح نوافذ الامل في الغد والمستقبل بدلاً من اشعال نوافذ اللهيب بفعل كل عوامل الاستفزاز التي نراها يومياً في الشارع والفنادق والعمارات والقصور والحفلات...
الدستور