في الإحتفالية التي جرت في حدائق الحسين, بعيد الثورة والإستقلال لفت إنتباهي أمر مهم وهو :- أغلب الأغاني التي عزفتها موسيقات القوات المسلحة كانت لعمر العبداللات ,فهو يملك كما هائلا من الأغاني الوطنية وجميعها كانت جميلة..
وأكثر الأغاني الوطنية التي تم بثها عبر هذه المناسبة, كانت أيضا لعمر العبداللات...والسيارات التي اتجهت إلى حدائق الحسين كي تحتفل بالمناسبة كانت تضع أغاني عمر العبداللات...وفي الميادين التي جهزت في حدائق الحسين لهذه المناسبة , أيضا تم وضع أغاني عمر..
والغريب أن عمر لم يحضر ولم يشارك في الإحتفال.. وحين إتصلت معه وكنت أظنه خارج البلد , فوجئت به جالسا في منزله يتابع التلفاز مثلي , وحين سألته عن سبب غيابه أجابني :- أن أحدا لم يوجه له الدعوة , او يقوم بطلبه للمشاركة في هذه الإحتفالات.
أنا لا أتحدث عن عمر وحده.. أتحدث عن امل شبلي, حسين السلمان , محمود الخياط , متعب , غاده عباسي, ديانا كرزون , رامي الخالد , أسامه جبور , جهاد سركيس, محمود سلطان , ماجد زريقات..وغيرهم...
الغريب أن التلفاز كان احيانا ينتقل لميدان الإحتفال على خجل , وفجأة تظهر فقرة لشخص يتحدث بكلام لا نفهمه, يحاول أن يقوم بإستعراض (كوميدي) ويقسم الجمهور لجماعة (الحمد لله).. وجماعة (السلام عليكم)... وثم يقوم بإطلاق نكات ممجوجة, لاتليق بالمناسبة.. ولا تليق بأن تكون مادة تبث على الإعلام... وتسأل نفسك برسم القلق , ما دام أن الأمر إحتفال بمناسبة وطنية ومادام أن الأمر يرتبط بإنتاج الفرح للناس , أليست الأغنية وسيلة مهمة وبالتحديد الأغنية الوطنية...
عمر العبداللات شخصية فنية مهمة , فهو أول من غنى للجيش..وهو أول من أعاد إحياء التراث الأردني وصعد به للعالم العربي, وهو أكثر فنان أنتج للوطن ولفلسطين...حتى صارت العبداللاتية, منهجا وطريقة في الغناء.. والغريب أن مؤسسة مهمة مثل مهرجان جرش , ونقابة مهمة مثل نقابة الفنانين صارت تصر على حضور الفنان الأردني, جنبا إلى جنب مع الفنان العربي في مهرجانها , لدرجة أن جمهور عمر العبداللات..في مهرجان جرش الماضي كان الأكبر بلا منازع...بالمقابل يغيب عمر ويغيب معه النجوم عن إحتفال النهضة...
من أعد هذا الإحتفال...؟ سؤال نضعه على الطاولة..ونسأل أيضا هل فرحنا نحن المسؤولون عنه , أم علينا أن نقبل بغيرنا كي ينتجه لنا ...
الراي