اللقاءات الملكية والعشائر
د. بلال السكارنه العبادي
11-08-2008 03:00 AM
جاءت اللقاءات الملكية والعشائر الأردنية بكافة أطيافها وألوانها ترسيخا لأحدى مبادىء الديمقراطية في المشورة والحوار وترسيخا للنهج الذي بناه الهاشميين في خلق أجواء الحوار والتواصل مع أفراد المجتمع في قراه وبواديه للإطلاع على همومه وآلامه وطموحاته التي لا يمكن الوصول إليها أحيانا سواء من خلال القنوات الرسمية للوزارات المعنية أو الحكام الإداريين التي قد ينطوي عليها تقارير فيها نوع من المجاملة الوظيفية، وتلك التي قد تأتي من أعضاء مجلس النواب الذين تكون مطالبهم الخدماتية كثيرة وطويلة وتحتاج إلى موازنات مالية كبيرة وبالتالي لا يتحقق في مجملها الهدف المنشود من قبل المواطنين، ومن هنا جاءت اللقاءات الملكية مع العشائر في كافة مناطق المملكة لتلقي بظلالها على أبعاد متعددة منها فكرية واقتصادية وسياسية وتنموية واجتماعية وأمنية توضح دلالتها كما يلي :
1.البعد الفكري:
حيث تجديد النهج لدى هذه العشائر بمسوغات الأردن أولا قولا وفعلا ومدى أهمية ترسيخ هذه التصورات والقناعات لدى كافة القطاعات المرتبطة بها للمساعدة في تنمية روح الوحدة الوطنية والانتماء للأردن .
2 . البعد السياسي :
وذلك من خلال تنمية توجه العشائر للمشاركة بكافة أطياف النهج الديمقراطي المرتبط بالانتخابات النيابية والبلدية وكذلك مدى أهمية الأحزاب والتنظيمات السياسية ومدى ترسيخ المشاركة بها بصورة تحقق مصالح الأردن المشرقة في ظل القراءة الدولية.
3 . البعد الاقتصادي والتنموي:
الذي يرتبط بمدى أهمية العشائر بالمساعدة والمشاركة في المشاريع الاقتصادية والتنموية الموجودة في مناطقهم وضرورة مساعدة مؤسسات الدولة في الحفاظ على هذه المكتسبات الاقتصادية ودفع أبناء العشائر نحو التعليم والتطوير لإنجاح هذه المشروعات والوصول إلى حالة من الارتباط والتوازن ما بين هذه المجتمعات العشائرية وهذه المشاريع ويكون دورها في دعمها لا أن تكون حل المشاكل المرتبطة بالبطالة والفقر في دفع الأعداد الكبيرة من العاملين لتصبح بطالة مقنعة في داخل هذه المشاريع ولهذا على العشائر أن توفر الدعم المعنوي والاقتصادي والتنموي والذي يساعد في بلورة ووجود المشاريع الصغيرة التنموية .
4 .البعد الاجتماعي والأمني :
وهو دور العشائر في حث أفرادها بمساندة الدولة في توفير الأمن والاستقرار داخلها مما ينعكس على عدم وجود أي خلل قد يساعد ذوي النفوس المريضة في استغلالها في زعزعة الثقة بالأمن وبالتالي لا بد أن يكون للعشائر دور فعال في توفير الأجواء الآمنة للحفاظ على كينونة الكيان الاجتماعي ضمن مفاهيم المنظومة الأمنية والاجتماعية للحفاظ على سمعة الأردن واستقراره.
ولهذا فقد جاءت القراءات الملكية في ضرورة تشكيل لجان تنبثق عن هذه اللقاءات تعمل على تكوين الإطار اللازم لوضع الحلول المناسبة لكافة القراءات الملكية التي تمس قضايا وهموم المواطن الأردني ومن هنا لا بد أن تكون هذه اللجان ذات اختصاصات مختلفة مهنية وعلمية وتعتبر رديف للعشائر ووجهائها والذين يمكن الوصول إليهم بسهولة في مختلف مناطق المملكة وعن كافة العشائر الأردنية وتفرعاتها، وللحقيقة فان التوجهات الملكية المضيئة في كافة جوانب الحياة في الأردن لا بد أن تتبلور للاستفادة منها كفرصة ذات مدلول يساعد هذه العشائر في تحقيقها، حمى الله الأردن وحمى أبا الحسين.
bsakarneh@yahoo.com